أباطيل الدجال من الإرهاب وقوائمه إلى الحصار ومطالبه
بعد إعلان قائمة المطالب الأمريكية الخليجية لرفع الحصار عن قطر، تذكرت وصف شيخ العربية الراحل محمود شاكر لتلك الأباطيل والأسمار التي يجتمع حولها المبشر الدجال مع تلميذه العربي (أصحاب الخلوة المشهودة تحت أشجار الدردار عند الشلال بكامبرج، وطواغيت برنستون وما أدراك ما برنستون، والحيات المترهبة في السراديب المظلمة وراء أديرة التبشير وذئاب الخلاء التي تجوس بين مخارم الجبال لتنقض بفتكها على ديار العرب والمسلمين).
وما زالت تلك الخلوات مشهودة، فمنذ بداية الحصار لا تسمع إلا أباطيل الدجال وهو ينسجها في خلوات مراكز التفكير المشبوهة في السراديب المظلمة لواشنطن لتكتمل كسياسة ثم تعلن بتغريدة واحدة لتستيقظ شعوب الخليج على أباطيل الدجال لتصبح بدجله تمويل للإرهاب وإعلان لقوائمه وحصار ومطالب ومظلومية ونذر حرب.
أطلق الدجال أباطيله هذه لتضليل الرأي العام عن الحقيقة التي كشفها تصريح الرئيس أمام جمهوره وشعبه بكل وضوح ، بأنه أكد أمام القمة بوجوب منع هذه الأمم الغنية جدا من تمويل الإرهاب، ويعني بالإرهاب ما صرح به الوزير المقاومة الفلسطينية وقوى الربيع العربي .
هذه حقائق نطقت بها ألسنة القوم بكل وضوح ، فهل هناك دوافع خفية لدى الدجال كما هو معتاد في كل عصر؟
لقد استيقظ الدجال وأتباعه على كابوس إشعال البوعزيزي التونسي رحمه الله شرارة الربيع العربي في أرض العرب القاحلة الجرداء فنفخ الله فيها بأقداره وحكمته فسرت في هشيم الاستبداد العربي تحرقه بسرعة هائلة حتى أصاب لهيبه المرعب عواصم الدجل الدولي وسارعت لتوقف نار الربيع لتنقذ أتباعها في العالم العربي المحترق، فاطلق الدجال الثورة المضادة والانقلابات العسكرية والحملات الجوية والحرب على الإرهاب وفتح الباب للمليشيات الطائفية المتوحشة ليطفئ النار بالنار نفسها ، وكأن العالم العربي عالم بربري متوحش كما هي في أدبيات الدجال .
وصلت حرب الدجال الوحشية، الحرب العالمية الثالثة المجزئة كما وصفها البابا بالأمس، إلى طريق مسدود وجدار مصمت أمام صمود الأمة وشعوبها وعزمها على النهوض من تحت أنقاض غابة الاحتلال المتوحش والاستبداد المجرم وسراديب النفاق المظلمة، إلى ربيع الحرية والاستقلال والنهوض من جديد على سنام الإسلام ودعائم التوحيد.
أيها الدجال كف عنا أباطيلك وأسمارك فهي ظاهرة على جبينك، فالحرب على الإرهاب وقوائمه والحصار ومطالبه والسلام وأوهامه والتطبيع وأحلامه لم تعد تنطلي على شعوب الأمة التي انطلق ربيع ثورتها وركبت قطار حريتها، وأنت أيها الدجال تريدها إبقاءها تحت وحشية الاحتلال وسراديب الاستبداد وظلمات النفاق في محطة العبودية، ولم تدرك بعد بأنه قد فاتك القطار ، فكفى عبثا وأرح الأرض والعباد من سياحتك في أرض الإسلام والعروبة تسوق لأباطيلك ومع جنتك ونارك فلم يطعك ﴿إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل﴾، ولكنك لن تكف حتى ترى الحق، حينها ستذوب كما يذوب فص الملح في الماء وستنكصعن أتباعك ممنآمن بأباطيلك ليصدق عليك أيها الدجال أنت وأتباعك ما صدق على أبيك من قبل في يوم بدر يوم الفرقان ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ﴾
وها هو التاريخ يعيد نفسه في الزمان ذاته والمكان عينه فسبحان الله اللطيف الحكيم كيف تقود أقداره بأمة نبيه نحو النصر والتمكين بلطف خفي وحكمة بالغة.