فشل الانقلاب في السودان             وتمديد العقوبات الأمريكية

فشل الانقلاب في السودان وتمديد العقوبات الأمريكية
قرار أمريكا بتمديد العقوبات الإقتصادية على السودان كان متوقعا بعد فشل المحاولة الإنقلابية الأخيرة، فأمريكا كانت قد رفعت العقوبات جزئيا عن السودان وكان هذا ضمن توجهها لجذب السودان عن المحور التركي القطري وذلك تمهيدا لتنفيذ خطة إدارة ترمب في مواجهة الربيع العربي والدول الداعمة له تركيا وقطر وإلى حد ما السودان وخاصة بعد وقوف السودان مع الشعب الليبي في ثورته على القذافي والتحول الأخير في السياسة السوداني بزيادة التعاون والانفتاح على المحور التركي القطري، فأرادت التمهيد لعزل السودان من خلال محاولة الإنقلاب التي خططت له أمريكا وبتنفيذ مصري وكانت ساعة الصفر هي لحظة مشاركة الرئيس البشير في قمة الرياض حينها تنطلق قوات متمردي دارفور، التي تم تسليحها بالسلاح المصري كما كشف عن ذلك لاحقا، نحو الخرطوم لإرباك المشهد السوداني وفي ظل غياب الرئيس سيعلن الانقلابيون عن عزل البشير وقيام حكومة جديدة وبهذا يتم اخراج السودان من محور داعمي الربيع العربي وبعدها يأتي الدور على قطر وهو ما تم لاحقا وكان بنفس السيناريو لكن هذه الخطة المرسومة فشلت، ففي السودان تم القضاء على المحاولة واعتذر البشير عن المشاركة فاسقط بيد أمريكا واضطرت اليوم إلى تمديد العقوبات لتمارس ضغوطها لعزل السودان عن محيطها العربي وابقاءها تحت الضغط السياسي والاقتصادي.

إن ما حدث في السودان ليس ببعيد عن الانقلاب في تركيا ولا حصار قطر فكله جاء ضمن سياق واحد وبترتيب أمريكي لمواجهة الربيع العربي وإنهائه والتمهيد للتطبيع مع إسرائيل وفتح البلدان العربية وأسواقها أمام الشركات الأمريكية والإسرائيلية وعلى رأسها السودان الذي يتمتع بإمكانيات إقتصادية هائلة وموارد طبيعية تغري أطماع الشركات الإمبريالية الكبرى خاصة في ظل ما تعانيه أمريكا من أزمة إقتصادية ودين عام مخيف.

ففي عالمنا العربي اليوم وفي ظل الربيع العربي لا يمكن قراءة الأحداث السياسية في إطارها الوطني الضيق بل يجب النظر إليها بشمولية لواقعنا المترابط سياسيا وجغرافيا لنفهم ما يجري بشكل واضح.

17 شوال 1438هـ 12 / 7 / 2017م