هل تحرر العراق؟

هل تحرر العراق؟
دخل الشعب العراقي مرحلة جديدة باستحقاقات سياسية وثورية جديدة ما بعد الموصل ، فالعراق منذ دخل بريمر بغداد وهو لم يخرج إلى اليوم فالمحتل الأمريكي لا يزال هو المسيطر على مفاصل الدولة العراقية وعمليتها السياسية، وإدراك هذه الحقيقة في غاية الأهمية لقوى الشعب العراقي التي تسعى لتحرير العراق من النفوذ الأجنبي.

فاليوم بعد سقوط داعش الأداة والشماعة التي من خلالها استطاع المحتل الأمريكي من اختراق قوى المقاومة العراقية وضربها من الداخل ، أصبح أمام الشعب العراقي وقواه الحرة فرصة تاريخية لإعادة ترتيب صفوفه بعيدا عن الاصطفافات السياسية الطائفية والارتباطات الإقليمية مع الأنظمة الوظيفية والتي ترعي القوى الطائفية الشيعية والسنية على حد سواء في العملية السياسية الطائفية التي يحكم بها المحتل العراق.

فاليوم أصبحت الحالة العراقية واضحة تمام فهي بين شعب يسعى لتحرير أرضه من الاحتلال وبين محتل بأدواته السياسية الطائفية ومليشياتها فشماعة محاربة الإرهاب قد سقطت ولم تعد تنطلي على أحد.

ولهذا تجد المسارعة الأمريكية والخليجية لتغيير العملية السياسية وتجميلها بما يتوافق مع المرحلة الجديدة لقطع الطريق على عودة الشعب العراقي لثورته من جديد ببث آمال سياسية زائفة ليعيش الشعب العراقي على وهم العدالة والمساواة وإنهاء المعاناة وهذا لا يمكن أن ينتهي بيد من صنع هذه المعاناة نفسها ودمر العراق ونهب ثرواته فإنهاء المعاناة بإنهاء الاحتلال وليس بعملية سياسية طائفية صنعها ليحافظ على نفوذه وسيطرته على العراق.

وعليه يبقى التحدي الأكبر أمام الشعب العراقي وقواه فهل تستطيع هذه القوى الحرة للشعب العراقي أن تبدأ برص صفوفها وتوحيد جهودها بعد التجارب المريرة وتتجاوز المشاريع السياسية المشبوهة والتي تطرح باسم السنة وتعيد الثورة العراقية من جديد لحاضنتها الشعبية الأصيلة وهدفها السامي في تحرير العراق؟

فأمام الشعب العراقي وقواه فرصة تاريخية في ظل تراجع الثورة المضادة في العالم العربي وعجز القوى الدولية الاستعمارية ليعيد ثورته ومقاومته العظيمة جذعة كما كانت وينهي الاحتلال ونظامه الطائفي الذي أقامه في قلب عاصمة الرشيد، وشعوب الأمة وقواها لن تنسى الشعب العراقي وستقف معه اليوم كما وقفت معه بالأمس وهذا قدرهم جميعا.

‏ ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
17 ذو القعدة 1438هـ 10 / 8 / 2017م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: