الحوثي…..وانتهاء دوره الوظيفي
في اليمن وفي يوم 24 / 8 / 2017م يحتفل علي صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام في ساحة السبعين الشهيرة في صنعاء بالذكرى 35 لتأسيس الحزب في خطوة شعبية وسياسية يقوم بها نظام علي صالح للتمهيد للحل السياسي القادم للساحة اليمنية برعاية أمريكية خليجية، وهي مرحلة جديدة لليمن تم هندستها ضمن مخرجات القمة الأمريكية العربية في الرياض مايو 2017م، وفي هذه المرحلة بدأ الدور الوظيفي لجماعة الحوثي بالانتهاء، ففعالية المؤتمر الشعبي تم الدعوة إليها وتنسيقها بعيدا عن الحوثي وبدأ المؤتمر بوضع مسافة سياسية بينه وبين الحوثي وهو ما دفع الحوثي للدعوة في نفس اليوم لفعالية مشابه.
فدور الحوثي منذ بداية الثورة المضادة في اليمن هو دور وظيفي، وظفته أمريكا والمبادرة الخليجية لمواجهة الثورة اليمنية وتحويلها لصراع طائفي لإنهاء الثورة من الداخل ولإعادة تأهيل نظام علي صالح من جديد بما يتناسب مع المخطط الأمريكي للشرق الأوسط ما بعد الربيع العربي.
وفي اليمن تظل المؤسسة العسكرية والأمنية والذي يسيطر عليه نظام علي صالح هو الحاكم الفعلي في صنعاء، وخلال هذا العام ومع مطلع 2018م سيعاد الحوثي وجماعته إلى قمقمه في صعده لينتهي بذلك فصل طائفي وظيفي من فصول الثورة المضادة في اليمن، بعد أن أرادت الثورة المضادة جعل الشعب اليمني أمام خيارين إما نظام صالح بكل مساوئه وإما كهنوت الحوثي وطائفيته لإخراج الثورة من المشهد السياسي في اليمن.
ومما لا شك فإن انتهاء الدور الوظيفي لجماعة الحوثي سيفتح آفاقا جديدة أمام الشعب اليمني وقواه الثورية لتعيد ترتيب صفوفها أمام هذه الاستحقاقات الجديدة القادمة في الساحة اليمنية، فالثورة المضادة في ضعف وتراجع ونظام علي صالح والشرعية الزائفة وجهان لعملة واحدة وهي النظام السابق وواجهته حزب المؤتمر الشعبي العام، فهل تستعيد قوى الثورة اليمنية زمام المبادرة من جديد بعيدا عن عواصم الثورة المضادة ليعود الربيع العربي من جديد إلى اليمن السعيد ، كل القراءات والمؤشرات تشير إلى هذا وما على قوى الثورة حرة إلا توحيد صفوفها وتعود لحاضنتها الشعبية الثورية لتحقق أهداف الثورة والتي عجزت عن تحقيقها في ظل رهانها الخاسر على المنظومة الدولية والأنظمة الوظيفية.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
26 ذوالقعدة 1438هـ 19 / 8 / 2017م
اترك تعليقًا