الحركات الإسلامية وسنن الاستبدالهل تتحرر من الأرث الثقيل؟ أم يدركها شؤم الظالمين؟
في مصر يقع الصراع الأكبر بين القوى الدولية والثورة المضادة مع ثورة #الربيع_العربي ولذا تجد التسارع الدولي والأقليمي للحل السياسي في باقي ساحات الثورة لتهيئة المناخ السياسي المناسب لإنجاح انتخابات 2018م في مصر ومنها يعلن رسميا نهاية الربيع العربي .
القوى الدولية والثورة المضادة تجري اليوم تفاهمات مع الحركات الإسلامية الإخوان وغيرهم للقبول بالتسويات السياسية القادمة في سوريا واليمن وليبيا وأخيرا مصر لتعميم النموذج التونسي الذي أعاد رموز النظام السابق للسلطة.
وللأسف الحركات السياسية الإسلامية أصبحت أسيرة تكوينها ونشأتها التاريخية في ظل منظومة الاستبداد السياسي التي أنشأها ورعاها النظام الدولي ولذا تجد دائما مواقفها ورهاناتها السياسية على مواقف الأنظمة والقوى الدولية الراعية لهذه المنظومة وهذا النظام، وزد على هذا أن رؤيتها وقراءتها السياسية لطبيعة ثورة #الربيع_العربي أنها أحدثت فوضى ومآسي وأشعلت المنطقة نارا يجب اطفاؤها وانهاؤها وهذه القراءة الخاطئة إن سيطرت على قرار الحركات ستوردهم المهالك.
فالمرحلة القادمة مرحلة مفصلية في تاريخ ثورة الربيع العربي والأمة عرفت الطريق وهي ماضية، وأمام الحركات الإسلامية فرصة تاريخية للتخلص من أرث النشأة المشوه الذي اختلط بشؤم الظلم والطغيان، واللحاق بركب الأمة وثورتها والحذر من الحلول السياسية الوهمية التي ستعيد تأهيل النظام العربي من جديد ومعه تستمر معاناة الحركات نفسها قبل الشعوب فكل ما يريده النظام العربي من الحركات الإسلامية هو اضفاء الشرعية الشعبية على استبداده ليتفرد بالسلطة والثروة ولتبقى الأمة تحت النفوذ الغربي الاستعماري.
فلتحذر الحركات ورجالها المخلصين من سنن الله في الاستبدال وليكونوا طليعة الشعوب في الجهاد والعمل ولا يكونوا ضحية مكر القوى الدولية والطغاة المجرمين.
﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾
3 ذوالحجة 1438هـ 25 / 8 / 2017م
اترك تعليقًا