أمريكا….. من انقلاب تركيا إلى حصار قطر
(إن محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من الجيش التركي نفذت بطريقة غير مهنية)
وزير خارجية أمريكا السابق جون كيري https://goo.gl/p8SF2V
(ساعدت باتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر وعليها إنهاء أيديولوجيتها المتطرف في تمويل الإرهاب)
الرئيس الأمريكي ترامب https://goo.gl/DKj2Ys
مع انطلاق الثورة المضادة بعد انقلاب السيسي 2013م لمواجهة ثورة الربيع العربي من الداخل، تحركت غرفة العمليات الدولية المشتركة برعاية أمريكية بالعمل على مواجهة الدول الداعمة للربيع العربي وعلى رأسها تركيا لعزلها عن العالم العربي، وتم التهيئة والتنسيق لقيام الانقلاب العسكري في تركيا وهي سياسة سبق لأمريكا أن نفذتها في تركيا عدة مرات كلما رأت أن السياسة التركية الخارجية بدأت تستقل وتحيد عن دورها الوظيفي المرسوم لها منذ الحرب العالمية الأولى.
لكن فشل الانقلاب العسكري في تركيا أربك السياسة الأمريكية والثورة المضادة لمحاصرة ثورة الربيع العربي من الخارج، فتم تغيير مسار هذه السياسة مع مجيء الرئيس ترامب لتحاصر الربيع العربي من الداخل وعزله عن الخارج، فانطلق المخطط الأمريكي لحصار قطر ومن قبل دول الثورة المضادة نفسها لتكون قضية خليجية عربية في ظاهرها، حينها تدخل أمريكا والقوى الغربية كوسطاء لحل أزمة الخليج التي صنعوها في دوائرهم المغلقة في واشنطن وأوربا.
لذا فتغييب الدور الأمريكي والغربي في الأزمة الخليجية من أخطر ما يروج له دعاة دول الحصار، فدول الحصار هي نفسها دول الثورة المضادة التي تتماشى خططها وسياساتها مع ما يتم إقراره من قبل غرفة العمليات الدولية المشتركة المضادة للربيع العربي.
والمتابع لمواقف دول الحصار وبياناتها حول الأزمة الخليجية يدرك مدى تناغمها مع ما صرح به الرئيس ترامب ومع السياسة الأمريكية المرسومة لمواجهة الربيع العربي في كل الساحات وليس في الخليج العربي فقط.
ولم تكتف دول الحصار بحصار الشعب القطري بل بدأت بتوجه سهامها لكل من رفض هذا الحصار وخاصة دول الخليج الأخرى الرافضة (الكويت وعمان) لتقطع الطريق على أي تحرك لحل الأزمة الخليجية قبل تحقيق أهداف الحصار نفسه، وخاصة وساطة الكويت في الأزمة الخليجية والتي لم تقبلها دول الحصار وأرادت من الكويت رد الجميل السياسي لموقفهم لعام 1990م والوقوف مع دول الحصار في حصارها للشعب القطري والذي رفضه الشعب الكويتي وقيادته وهم أعلم بمعني الظلم والحصار والاحتلال.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على حصار قطر وفشل دول الحصار في تحقيق أهداف السياسة الأمريكية لم يعد أمامها إلا هذه الحملات الإعلامية الموجهة في محاولة لتحقيق ما عجزت عنه سياسيا، فالأزمة الخليجية وصلت لطريق مسدود أمام أمريكا ودول الحصار وأصبحوا يبحثون عن مخرج سياسي.
فالمشهد الخليجي والتركي ليس ببعيد عن المشهد العربي، فالانقلاب والحصار هدفهما عزل شعوب الربيع العربي عن محيطها الداعم لها لتمرير الحلول السياسية الدولية القادمة لساحات الربيع العربي وبترتيب مع النظام العربي والجماعات الوظيفية لإعادة تأهيل الجميع من جديد لتعود المنظومة الوظيفية بأنظمتها وجماعاتها لتقوم بدورها الوظيفي التاريخي.
بعد ثورة الربيع العربي اهتزت السياسة الأمريكية وتراجعت ولم تعد باستطاعتها مواجهة التغيرات الكبرى في العالم العربي ومع اهتزازها وتراجعها تراجع أيضا دور أدواتها الوظيفية ، وفتح الربيع العربي آفاق واسعة لقوى الشعوب لمواجهة قوى الثورة المضادة في الداخل من أنظمة وجماعات وظيفية والتي تشكل حاجزا أمام تطلعاب الشعوب في الحرية والاستقلال.
إن الثورة المضادة بدولها وجماعاتها في أفول وهذا التضخيم الإعلامي لدورها في ساحات الربيع العربي لن ينجح مع الحقائق التي على أرض الواقع من فشل واضح لسياسات الانقلابات وحصار الشعوب، فثورة الربيع العربي استطاعت الصمود لسبع سنوات وبدأت بالعد التصاعدي في مواجهة التآمر الدولي بعد إنهائها للدور الوظيفي للثورة المضادة.
فشعوب الربيع العربي تدرك تماما الدور الأمريكي في مواجهة ثورتها وتآمرها مع الثورة المضادة ولن يعد بمقدور الحملات الإعلامية تغييب الوعي وتجهيل الشعوب، فشعوب الأمة لديها اليوم من الوعي السياسي ما يمكنها من إدراك حقيقة ما يجري على الساحة السياسة والإعلامية من ترويج للسياسة الأمريكية التي انكشف تآمرها وخطرها.
الثلاثاء 14 ذوالحجة 1438هـ 5 / 9 / 2017م
اترك تعليقًا