نصرة شعب الروهينجا والرهان الحقيقي

نصرة شعب الروهينجا…. والرهان الحقيقي          
تظن القوى الاستعمارية والأنظمة الوظيفية المستبدة وثورتها المضادة أن المآسي والحروب والمجازر التي ترتكب بحق شعوب الأمة هي دروس قاسية مطلوبة لتمنع الشعوب من المضي قدما في ثورتها وربيعها العربي على الاحتلال والاستبداد، لكن واقع الحال فهذه الأحداث تزيد من يقين شعوب الأمة في ضرورة اتمام ربيعها لتنتهي هذا الحروب والمجازر التي تتم بتواطئ هذه القوى والأنظمة فهم رعاتها ولو حدثت في ميانمار البعيدة فهم رعاة الجيش البنغلاديشي الوظيفي وداعميه الذي يحاصر الروهينجا ويسلمه لجلاديه.

وبهذه الحقائق فلن ينصر مسلمي الروهينجا من جرائم الحرب والإبادة أنظمة وظيفية مستبدة تحارب شعوبها وتخدم أجندة القوى الاستعمارية بدليل موقف حكومة بنغلاديش الواضح في رفضها تقديم العون وحماية الروهينغا من إرهاب جنرالات ورهبان ميانمار لولا أنها نظام وظيفي يحكمه العسكر وقس باقي الأنظمة على ذلك وخاصة العربية والتي تقود الثورة المضادة على شعوبها فلن تجد منها إلا التصريحات هنا وهناك لتسجيل موقف معلن وإلا فلو كشف الستار لوجدت التعاون الخفي لاشغال الشعوب بالمجازر والحروب عن كراسي الحكم التي يجلسون عليها. https://goo.gl/3v4JCc 

عندما تتحرر الشعوب العربية من طغاتها ومن النفوذ الأجنبي سيجد شعب الروهينجا المدد والعون الحقيقي وسيعرف جنرالات ورهبان ميانمار بأن الأمة حاضرة أمامهم وليس طغاة صغار يفعلون ما تأمرهم به القوى الاستعمارية.

وتحرر شعب تركيا بعد الانقلاب الفاشل خير دليل على كون الشعوب الحرة هي الرهان الحقيقي لتقديم النصرة وهو ما وجده شعب الروهينجا أمامه فعندما تتحرر الشعوب تصبح هي القادرة على حل أزماتها في كل مكان.

واليوم حان الوقت لشعب الروهينجا نفسه للأخذ بالأسباب بنفسه واتباع الأمر الرباني وهذا أقل ما يجب عليه شرعا وعقلا‏ ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ 

إن من يراهن على القوى الدولية والأنظمة العربية لنصرة الروهينجا لا يعرف حقيقة المنظومة الدولية الاستعمارية ولا طبيعة النظام العربي الوظيفي وعليه قراءة التاريخ العربي الحديث من جديد منذ سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية إلى سايكس بيكو إلى فرساي إلى مؤتمر القاهرة إلى العقير إلى حلف بغداد إلى احتلال بيروت إلى كامب ديفيد إلى مؤتمر مدريد إلى احتلال أفغانستان إلى احتلال العراق إلى حرب غزة وحصارها إلى الربيع العربي إلى انقلاب السيسي والثورة المضادة إلى انقلاب تركيا إلى حصار قطر إلى حصار المسجد الأقصى……

والتاريخ لم ينتهي إلى اليوم بل يحمل في جعبته النصر والتمكين لهذه الأمة إذا أخذته بحقه فحينها سيكون عليها الرهان الحقيقي.

الأربعاء 15 ذوالحجة 1438هـ 6 / 9 / 2017م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: