حلم الحرية وبراءة السلفية الجهادية

حلم الحرية……. وبراءة السلفية الجهادية         
اليمن :

مع أحداث الثورة في اليمن ونزول الشعب في ساحات التغيير لإسقاط علي صالح حرص شباب السلفية الجهادية على سلمية الحراك وفتحوا المجال لحزب الإصلاح – الإخوان المسلمين لتولي التفاوض السياسي لتحقيق أهداف الثورة ضمن أحزاب اللقاء المشترك ومع أن شباب السلفية الجهادية يدركون خطورة التفاهمات السياسية في ظل المبادرة الخليجية ولكن حرصا منهم على وحدة الصف قبلوا بتصدر الإخوان في اليمن المشهد السياسي للثورة والذين بدورهم قبلوا بالمبادرة الخليجية والدولية ولم يكونوا على مستوى من الوعي السياسي بما يحاك للثورة اليمنية من تآمر وبلغ بحزب الإصلاح أن رئيسه اليدومي يكافئ السفير الأمريكي على جهوده بعد انتهاء مدة عمله في اليمن لينتهي المآل بالجميع إلى سيطرة نظام علي صالح من جديد ودخول الحوثي صنعاء بدعم أمريكي خليجي وهجرة قيادات حزب الإصلاح للرياض وشباب السلفية الجهادية في اليمن يقاومون ويدفعون مع شعبهم ثمن تفاهم حزب الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك مع أمريكا والتحالف العربي فشباب السلفية الجهادية بقوا في اليمن مع شعبهم ومع الثورة وحلمها.

سوريا:

بعد طلب الوزير الجبير من المعارضة السورية في الائتلاف والذي يشكل الإخوان أغلبيته بالإضافة إلى ضم منصة موسكو ومنصة القاهرة ويكفيك اسمها طلب منهم القبول ببقاء الأسد في المرحلة الإنتقالية وظهر أمامهم عقبة ثورية وهي السلفية الجهادية في الساحة السورية التي ترفض الحلول السياسية التي تبقي النظام وأصبحت حجر عثرة أمامها لذا تجد هذا الهجوم الإعلامي عليها بأنها وظيفية وتخدم المشروع الدولي لإسقاط الثورة وحلم حرية الشعب السوري في حين واقع الحال هو أن ما طرح هالوزير الجبير هو الذي يقضي على الثورة وحلمها والتفاهمات من جنيف 1 إلى الأستانة فالذي يواجه الثورة هو هذه الحملة الجوية الأمريكية الروسية على سوريا والتي تشارك فيها الدول العربية والخليجية كما فعلت في مصر واليمن وليبيا وتونس .

إن الدور الوظيفي الذي قام به حزب الإصلاح في اليمن هو نفسه يراد تطبيقه في سوريا من نفس الأدوات وبنفس الأسلوب والحملات الإعلامية وخلفه نفس الدول الداعمة للثورة المضادة ويراد تحميل السلفية الجهادية جريمة بقاء الأسد لإخراج السلفية الجهادية من الثورة في سوريا ، فإخراج السلفية الجهادية من ساحات ثورة الربيع العربي شرط أمريكي دولي يتولى كبره اليوم جماعات وظيفية تحالفت وتفاهمت من النظام العربي الذي تربت في حضنه لقرن من الزمان لينطبق قوله الله تعالى عليهم ﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴾ 

فالمؤكد في المشهد الثوري في كل ساحات الثورة أن السلفية الجهادية اختارت الثورة وحلم الحرية مع شعوبها وتخلت عن متابعة الجماعات التي تفاهمت مع أمريكا والغرب والنظام العربي وإيران فهذه الجماعات لم تؤمن بالثورة يوما وإنما ترى ثورة الربيع العربي فوضى وحرائق يجب إطفائها ولو على حساب حرية الشعوب وفاقد الشي لا يعطيه، وسترى هذه الجماعات كيف تجري عليها سنن التغيير ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ 

ولا يمكن اليوم تحميل فصائل السلفية الجهادية مسؤولية ما يجري في المنطقة مع صغر حجمها في ميزان الصراع الدولي والإقليمي وإنما يراد تمرير مشاريع الاحتلال مع الجماعات الوظيفية كما حدث في العراق.

ومع هذا التآمر كله ستفشل كل مشاريع الاختراق وستنتصر الثورة.

“لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”.

الخميس 16 ذوالحجة 1438هـ 7 / 9 / 2017م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: