إنهيار النظام السياسي العربي من الداخل بين تقدم الربيع العربي والتراجع الأمريكي

إنهيار النظام السياسي العربي من الداخلبين تقدم #الربيع_العربي والتراجع الأمريكي

مع تولي الرئيس ترامب الرئاسة في البيت الأبيض فرض إسلوب جديد في التعامل مع الملفات السياسة في العالم العربي أعتمد فيه لتحقيق أهداف السياسة الأمريكية في إنهاء الربيع العربي والتطبيع مع إسرائيل على تغيير إسلوب عمل وأداء كافة الأطر التقليدية التي تتحكم بالنظام السياسي العربي سواء الأسر الحاكمة في الملكيات أو المؤسسات الرئاسية والعسكرية في الجمهوريات.

والذي دفع لهذا التغيير في السياسة الأمريكية هو القوة الدافعة لثورة #الربيع_العربي فلولا هذا الحدث التاريخية لما اضطرت أمريكا إلى تغيير سياستها والتي كشفت مدى تراجع الدور الأمريكي وعجزها إلى الآن في فرض رؤيتها وحلولها السياسية على الثورة وبلدانها وهو ما أدى إلى تعرض المنظومة العربية للتصدع والتخبط.

فعندما قام المجلس العسكري في مصر بعزل مبارك في محاولة لوأد الثورة وتجاوزها تفاجأ المجلس العسكري بأنهم قد أدخلوا النظام السياسي المصري في قلب الثورة ولم يعد بإمكانهم إخراجه منه وإلا ستتحقق أهداف ثورة 25 يناير نفسها التي فروا منها وبالرغم من الاعتقالات والسجون والقتل ففي النهاية فمصر دخلتها الثورة وهزت المنظومة العسكرية الحاكمة الذي انكشف ضعفها وتفككها أمام الشعب ولم تعد قادرة على الإستمرار إلا بالدعم الأمريكي والأوربي والثورة المضادة .

والنظام العربي ككل في سباق مع الزمن بين الاستمرار بأي ثمن أو السقوط أمام تسونامي الربيع العربي وهو ما يفسر لك خطوة الحصار على قطر والنقلاب في تركيا ورفض المصالحة وأخيرا موجة الاعتقالات للعلماء والدعاة في السعودية التي أطلقت فجأة وكثير منهم ملتزم الصمت أو مؤيد وليس لها من التفسير إلا الإنهيار السياسي من الداخل للنظام السياسي العربي الذي أحدثه الربيع العربي في المنظومة الدولية التي تحكم المنطقة العربية ومنظومة الثورة المضادة وخاصة دول الحصار وهي من أشد الدول تأثرا بقوة دفع ثورة #الربيع_العربي وأثرها على المؤسسات والنظم الحاكمة فيها.

إن ما جرى في إجتماع وزراء خارجية العرب في جامعة الدول العربية في القاهرة كشف للشعوب مدى تدهور المستوى السياسي للنخبة الحاكمة وضعف أدائها وانهيار المنظومة السياسية والأخلاقية بحيث لم يجد الوزير المصري إلا التباهي بالعصر الفرعوني ليشهد على المنظومة العربية المتهالكة تبعيتها الأخلاقية والتاريخية والسياسية للطاغية فرعون وسننه وهذا أوضح دليل على انهيار النظام العربي من الداخل وافتقاده للمرجعية الإسلامية الراشدة والعربية الحرة .

‏ ﴿ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴾