الثورة بين نموذجي ربعي بن عامر والإمام أحمد؟
ثقافة التصدي للظلم والطغيان من أهم ما يميز المجتمعات الحرة وقد أخذت الأمة وشعوبها الحظ الأوفر من هذه الثقافة في عصورها المتتالية في وقت كانت الكسروية والقيصرية تستعبد شعوبها بالدين والحديد والنار وجعلوا مجتمعاتهم طبقات وشيع يستضعف بعضهم بعضا طاعة لكسرى وقيصر.
لكن السنن أدركت أمتنا اليوم لتتبع سنن من كان قبلها كما أخبر الصادق المصدوق ﷺ فإذا الأمة اليوم تستعبد باسم الدين وتفرض ثقافة الصمت بالحديد والنار وبدعاة على أبواب جهنم بالظلم والطغيان من أطاعهم قذفوه في دركات الظلم وخندق الطغيان تحت شعار طاعة ولاة الأمر من طاعة الله ورسوله لتتحول مهمة الدعاة التاريخية من إخراج العباد من العبودية إلى دعاة للولاة وطغيانهم.
للأسف أن الأمة تنتظر دائما تكرر نموذج الأمام أحمد من دعاة وعلماء لمواجهة الطغاة والمتتبع لرؤيتهم وقراءتهم لسير أحداث الربيع العربي يدرك أنهم لا زالوا بعيدين كل البعد عن هذا النموذج فهم وفي ظل الثورة وربيعها مازال رهانهم على الأنظمة لتدارك الوضع والفوضى التي أحدثها الربيع بزعمهم فالثورة في نظرهم فوضى ونار ينبغي إطفائها.
فنحن كأمة ينبغي عليها تجاوز خطاب هؤلاء الدعاة والعلماء والمقيد برؤية ضيقة ارتبطت بمنظومة فكرية وشرعية لها آلياتها وأدواتها استطاعت توجيه ورسم هذا الخطاب العلمي والدعوي بما يتناسب مع ما تتبناه الثورة المضادة والمنظومة العربية الرسمية بحيث يصبح النظام العربي نفسه هو الحل والأمل في نظر هذا الخطاب العلمي الموجه والذي أصبح اليوم يروج لما يطرحه النظام العربي من مشاريع سياسية موهومة لحلول سياسية زائفة.
ولعل دعوة ربعي بن عامر في ديوان رستم هي التي تحتاجها الأمة اليوم لتعيد صدعها بالحق أمام الظلم والطغيان بعيدا عن هذا الخطاب العلمي الرسمي الموجه :
(إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )
الأحد 26 ذو الحجة 1438 هـ
17 / 9 / 2017
اترك تعليقًا