ما الذي يجري في الخليج ردة وصدمة أم وعي وصحوة؟

ما الذي يجري في الخليج ردة وصدمة أم وعي وصحوة؟

منذ سقوط الخلافة وتصدر التيار القومي والبعثي للمشهد السياسي العربي والخليج العربي ودوله محجة للعلماء والدعاة يجدون فيه المؤسسات والمدارس والجمعيات والأوقاف التي استوعبت الجميع ونظمتهم في إطار محكم ومدروس وفق منظومة ثقافية وعلمية إسلامية تحت مظلة سياسية أطرت الجميع وفق رؤيتها ومنهجها وباسم الكتاب والسنة.

وبدأت الصدمة للصحوة ودعاتها مع موجة الاعتقالات الأخيرة والتي بدأت تجربتها واختبارها مع اعتقال دعاة الإصلاح في الإمارات لتعمم التجربة، والتي رافقها دعوة صريحة للعلمانية وتعزيز الدولة الوطنية القطرية على حساب الدعوة والصحوة التي راهنت على إسلامية ووسطية المنظومة الخليحية ودورها في الوعي والصحوة ليسقط هذا الرهان بالوسطية المزعومة بيد المنظومة نفسها، وأمام أول اختبار حقيقي في ساحة الوعي نفسها فلم تصمد هذه الوسطية واهتزت معها المنظومة العلمية والدعوية فأصبح رد فعلها أقرب للردة والصدمة منها للوعي والصحوة بحقيقة ما يجري ولم تستوعب أبعاد الحدث الخليجي وتتمنى لو أنه لم يحدث.

لكن #ثورة الربيع_العربي أعادت الجميع للواقع فهي الاختبار الحقيقي الذي أسقط الصورة المتوهمة للمشهد السياسي الخليجي كونه نموذجا قابلا للتعميم على المنظومة العربية لتكشف الثورة نفسها أن هذا النموذج المتوهم ما هو إلا امتداد لردة سياسية وصدمة لمن راهن عليه ليكون رائدا لقيام منظومة سياسية تعبر عن الصحوة وأفكارها لينتهي هذا النموذج الخليجي بالدعوة للسلام الأمريكي.

بلا شك فسقوط النماذج والرهانات صدمة كبرى لمن آمن بها يوما ولكن الثورة أحدثت الوعي الحقيقي في الساحة السياسية والعلمية لتكشف قادم الأيام مقدار الردة الكبرى التي ستعصف بالساحة العلمية والفكرية والتي لم تعد تقبل بأنصاف المواقف فالساحة أصبحت بين طائفة غرقت في وديان الردة والصدمة الحضارية للسلام الأمريكي وبين طائفة ظاهرة على الحق بالوعي والثورة وبنور من الله ليتجلى للجميع مصداق

حديث النبي ﷺ (لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)

وقال ﷺ (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)

الاثنين 27 ذو الحجة 1438هـ

18 / 9 / 2017م