إلى عرب العراق وأكراده……الوحدة والمقاومة هي الحل لا التقسيم
(لماذا يكون لكُرد العراق مشروعهم القومي ولا يكون للعرب السُنهّ مشروعهم في إقليم خاص بهم وبعيد عن الهيمنة الإيرانية)
د. عبدالله النفيسي https://twitter.com/dralnefisi/status/911793720751722497
منذ احتلت أمريكا العراق وهي تسعى لتقسيمه وعزله عن محيطه العربي والإسلامي ولهذا فتحت الطريق للتدخل والنفوذ الإيراني بالوصول للسلطة في بغداد من خلال العملية السياسية الطائفية وفقا لدستور بريمر الذي منح الأحزاب الشيعية الطائفية الموالية لإيران من السلطة والثروة والنفوذ.
وواجهت أمريكا وخططها لتقسيم العراق رفض كردي ومعارضة ومقاومة من السنة العرب والقبائل العربية الشيعية الذي يحملون هوية العراق العربية والإسلامية ويعبرون عنها وهو ما أفشل التآمر الأمريكي والإيراني لتقسيم العراق إلى اليوم.
وتوجه الشعب الكردي السني نحو الاستفتاء هو رد على ما يتعرضون له من تهميش من الحكومة الطائفية في بغداد بتوجيه ورعاية أمريكا التي عمقت هذا التهميش السياسي والتنموي ليس للسنة الأكراد فقط بل امتد للعرب السنة لدفع الجميع إلى القبول بالتقسيم لأقاليم طائفية والذي لن ينهي هذا التهميش بل سيحقق لأمريكا وإيران ما عجزوا عنه من تقسيم للعراق ليستمر الاحتلال .
ليس أمام العرب والكرد إلا توحيد الجهود والتنسيق لمواجهة هذا التآمر الأمريكي والإيراني لتقسيم العراق بالمقاومة الشرعية لتحقيق التحرر والاستقلال من الاحتلالين وإلا فالتقسيم سيعمق التبعية وسيهمش الجميع بلا إستثناء وسيكون العراق الطائفي والمقسم خطر على مستقبل شعوب المنطقة كلها من الكويت جنوبا إلى تركيا شمالا.
ففي ظل الربيع العربي تسعى قوى الثورة المضادة وبتوجيه أمريكي إلى تفتيت ساحات الثورة وإغراقها بالحرب الأهلية ، والعراق على رأسها والذي شهد حراك شعبي ثوري عربي وكردي والذي كاد أن يسقط النظام الطائفي في بغداد لولا أن أطلقت الثورة المضادة تنظيم داعش وفتحت له الباب واليوم وبعد انهيار هذا التنظيم والذي سيكون له الاثر الأكبر في انطلاق الحراك الشعبي المقاوم من جديد وهو ما تخشاه قوى الثورة المضادة تجددت دعوات التقسيم بحجج واهية لمنع عودة المقاومة والحراك.
فالتقسيم الطائفي والإقليمي ليس حلا لتحرير العراق وإستعادة سيادته وإنهاء التهميش سواء للعرب أم الكرد، بل التقسيم طريق لإستمرار خضوع العراق للاحتلال والحكم الطائفي ونهب ثرواته وتهميش مكوناته، وكذلك فالثورة المضادة داخلة على خط التقسيم وحاضرة بقوة وبكل أدواتها المتاحة لضرب أي عمق مؤهل لدعم ثورة الربيع العربي كالعراق وإقليم كردستان الذي أثبت وقوفه مع حراك الشعب العراقي وأصبح الإقليم نفسه ظهير داعم للحراك الشعبي للعرب السنة وهذا ما يدفع الثورة المضادة إلى العمل على عزل الإقليم عن محيطه العربي والإسلامي الذي بدأ يتحرر بثورة الربيع العربي.
بعد الربيع العربي أصبح المستقبل في منطقتنا للشعوب وتطلعاتها وتحررها، والتراجع الأمريكي وإنهيار الثورة المضادة وأنظمة الحكم العربي ظاهر للعيان، والرهان الحقيقي هو التمسك بثوابت الوحدة والصبر والمرابطة
﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾
ونبذ الفرقة والاختلاف والتي ستحقق للعدو أهدافه وتمد من بقاء نفوذه وهو المتراجع والمنهزم والمستنزف بفعل الثورة
﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكمواصبروا إن الله مع الصابرين﴾
الأحد 4محرم 1439هـ 24 / 9 / 2017م
اترك تعليقًا