في ظل الثورة:المعارضة السياسية وهم وتوظيف
لم تدخر الغرفة الدولية المشتركة للقوى الاستعمارية والثورة المضادة خططا ولا مكرا لإنهاء ثورة الربيع العربي أو حرفها عن مسارها إلا وجربته، وكان آخر خططها الحلول سياسية في كل ساحات الربيع العربي ودعوة القوى والجماعات والأحزاب إلى القبول بهذه الحلول السياسية كقوى معارضة سياسية لا كقوى ثورية وبذلك تقع في الخندق السياسي الذي تديره الثورة المضادة مشهده من الألف إلى الياء.
فأي معارضة سياسية في ظل ثورة الأمة وربيعها العربي تظل وهم كبير وتوظيف خطير، وهو ما وقعت فيه قوى وجماعات وأحزاب قبلت بدور المعارضة في العملية السياسية المطروحة في بلدان الربيع العربي، والمعارضة السياسية لا يمكن لها أن تؤدي دورها المتعارف عليه في ظل سيطرة قوى استعمارية وأنظمة مستبدة، كما أن الثورة تحتاج لقوى ثورية روحا وأداء لتعبر عن الثورة ومشروعها لا معارضة سياسية تقدم برامج انتخابية تحت سقف نظام مستبد لا يعترف بحقوق الشعب فضلا عن معارضة ضعيفة مفككة يوظفها النظام ليعزز شرعيته ويعيد تأهيل نفسه من جديد.
ولهذا تواجه القوى والجماعات والأحزاب في مصر وسوريا واليمن وتونس والعراق وفي العالم العربي عموما تحديا خطيرا لتواكب ثورة شعوبها وتتخلص من وهم خندق المعارضة السياسية وخطها الوظيفي الذي رسمته القوى الاستعمارية والثورة المضادة لمحاصرة ثورة الأمة وإنهائها.
﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾
22 محرم 1439هـ 12 / 10 / 2017م
اترك تعليقًا