الكويت والخروج من خندق الثورة المضادة
تمر الكويت بأخطر مراحل تاريخها السياسي مع التحولات الكبرى التي تعصف بالعالم العربي وما أحدثته ثورة الربيع العربي من سقوط لأنظمة الاستبداد في عدة دول عربية مركزية مما دفع القوى الاستعمارية التي تفاجأت بالثورة وتهاوي الأنظمة إلى المسارعة لمواجهة شعوب الربيع العربي بالثورة المضادة وبدعم خليجي بلا حدود في كل الساحات.
ومع اندفاع الثورة المضادة وتوحشها في دعم الحملات العسكرية والانقلابات لإنهاء ثورة الربيع العربي، فقد أصبحت شعوب الأمة في حالة ثأر وانتقام مع كل من يقف أو يدعم هذه القوى والأنظمة المتوحشة والتي تستخدم كل السبل لقطع الطريق على حرية شعوب الأمة واستقلالها وإخضاعها للاحتلال الخارجي والاستبداد الوحشي.
والكويت اليوم وبالرغم من خطورة تحولات المشهد السياسي العربي خاصة بعد حصار قطر وانهيار المنظومة الخليجية وتآمر الحماية الأجنبية وانكشافها، فإنها أمام فرصة للخروج من خندق الثورة المضادة التي أصبحت خطرا على وجود الكويت نفسها واللحاق بركب التحرر والإصلاح بالعمل على فتح طريق الإصلاح السياسي بالحكومة المنتخبة التي تعبر عن إرادة الشعب الكويتي الحرة، لتواكب الكويت التغيرات التي أحدثها الربيع العربي في العالم العربي ولتحافظ على وحدتها واستقلالها، خاصة وأن الكويت تملك من المؤسسات والتاريخ السياسي ما يؤهلها للمضي قدما في طريق الإصلاح والتغيير السياسي الحقيقي في ظل مشاركة جميع قوى الشعب الكويتي ومكوناته.
فالكويت في سباق مع الزمن لتصبح وطنا حرا ومتصالحا مع شعوب الأمة والتي مضت في ثورتها ولن تنسى من وقف معها في معركتها التاريخية مع القوى الاستعمارية وقوى الاستبداد العربي، فخندق الثورة المضادة هو الخطر الحقيقي على مستقبل الكويت وشعبها لا كما يشيع دعاة الاستبداد والفساد من وهم انتصار الثورة المضادة وإنتهاء الربيع العربي فثورة شعوب الأمة أعمق وأقوى مما يشيعون.
الأحد 25 محرم 1439هـ. 15 / 10 / 2017م
اترك تعليقًا