إلى الأنظمة الوظيفية… الثورة العربية أكبر من الجميع
مع سقوط الخلافة العثمانية خضع الوطن العربي لسيطرة القوى الاستعمارية الصليبية والتي أنشأت النظام العربي الوظيفي على أنقاضها وفقا لإتفاقية سايكس بيكو 1916م ومقررات مؤتمر القاهرة 1921م ومؤتمر العقير 1922م، وأنهت القوى الاستعمارية وحدة العالم العربي وقسمته إلى دول وأنظمة وظيفية تعتمد في بقائها واستمرارها على دورها في تنفيذ سياسات القوى الاستعمارية وخدمتها.
ومع قيام ثورة الربيع العربي وبداية سقوط النظام العربي الوظيفي اهتزت المنظومة الدولية التي تحكم العالم العربي وبدأت أمريكا وروسيا وأوربا بالتدخل السياسي والعسكري المباشر في مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وشنت الحملات العسكرية على قوى الثورة في حرب شاملة تحت شعار محاربة الإرهاب الذي صنعوه ليكون مبررا أخلاقيا لحملاتهم الوحشية.
وبالرغم من هذه الحملات الوحشية فقد استطاعت الثورة العربية لسبع سنوات من الصمود واستنزاف الجميع في معركتها الكبرى مع القوى الاستعمارية والثورة المضادة.
ومع هذا لم تدرك الأنظمة الوظيفية، سواء من كان وراء الثورة المضادة أو من كان مدعيا بدعمه للربيع العربي، بأن الثورة العربية التى واجهت القوى الدولية واستنزفتها أكبر منهم جميعا وأنه لا يمكن إنهائها أو احتوائها بتآمرهم ومكرهم فهي أعمق وأكبر مما يتصورون.
فالثورة المضادة انكشفت وقوى الثورة العربية قادرة على مواجهتها وصدها ولكن الثورة العربية تواجه تحد أخطر يتمثل في أنظمة وجماعات تتطلع لتكون بديلا عن أنظمة الثورة المضادة في حال سقوطها ولو كان على حساب الثورة فهذه الأنظمة والجماعات لا زالت ملتزمة بخطوط السياسة الأمريكية وتراعيها، وبهذا الترتيب تكون أمريكا حاضرة وتدير المشهد وفقا لسياسة الاحتواء المزدوج فلو سقطت أنظمة تبرز أنظمة أخرى وتؤدي نفس الدور الوظيفي للنظام العربي.
إن الثورة العربية أعمق وأكبر مما يتصور هؤلاء الوظيفيون الذي يحاولون الإستفادة من التغيير الذي أحدثته الثورة لتحقيق مشاريعهم الخاصة التي لا تخدم إلا السياسة الأمريكية في احتواء الجميع واستمرار سيطرتها على المنطقة.
إن شعوب الأمة بثورتها المباركة ومسيرتها نحو التحرر من النفوذ الأجنبي وإسقاط المنظومة الوظيفية لن تقبل توظيفها في مشاريع وظيفية سواء من دول أو جماعات وستمضي الأمة بثورتها العظيمة حتى تحقق أهدافها كاملة.
﴿لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ﴾
الخميس 6 صفر 1439هـ 26 / 10 / 2017م
اترك تعليقًا