المقاومة…..وصفقة القرن

المقاومة…..وصفقة القرن 
من قمة الرياض مايو 2017م أعلن الرئيس ترمب مشروعه للتطبيع والسلام بين النظام العربي وإسرائيل ، وبدأت أمريكا عمليا بتهيئة المشهد السياسي العربي لإنجاح صفقة القرن القادمة، وأطلقت المبادرات السياسية في كل ساحات الثورة العربية بعد الحملات العسكرية التي دمرت المدن العربية وشردت الملايين لإنهاء الثورة العربية وفتح الطريق للحلول السياسية في كل الساحات لإعادة إنتاج النظام العربي الجديد بعد إنهاء الثورة والمقاومة.

ومع إعلان ترمب استراتيجيته اتجاه إيران ورفض إسرائيل لأي دور إيراني في المرحلة المقبلة وبعد استنفاذ دور إيران العسكري الوظيفي في مواجهة الثورة العربية، تم البدء بإعادة ترتيب الوضع السياسي في العراق والذي على ضوئه جاء التقارب العربي (السعودية ومصر والأردن) مع العراق برعاية أمريكية وبهدف احتواء السنة العرب في العراق ودمجهم في العملية السياسية بعد تهميش الدور الكردي بعد الاستفتاء وأحداث كركوك.

كما انطلق مسار سياسي مواز في فلسطين لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني سياسيا بما يتوافق مع مشروع صفقة القرن للتطبيع والسلام مع إسرائيل، ودخلت فتح وحماس في مفاوضات سياسية، بعد تشديد الحصار على غزة للضغط على قوى المقاومة للقبول بالمسار السياسي القادم، وبالفعل انطلق هذا المسار برعاية مصرية وإشراف أمريكي وتم التوقيع على تفاهمات لا زالت سرية وغامضة ولكنها بالمجمل تسير في إطار الخطوط العريضة لمشروع ترمب ولن تخرج عنه.

إن ما يجري من ترتيبات سياسية في ساحات الثورة العربية وبالأخص في العراق وفلسطين جاءت بإشراف أمريكي لإنهاء الثورة العربية واحتواء قوى المقاومة لتسير وفق مشروع صفقة القرن لإعادة صياغة العالم العربي من جديد أمام السلام والتطبيع مع إسرائيل واحتكار الأسواق العربية للشركات الأمريكية لنهب الثروات العربية بالصفقات الفلكية.

هذه السياسة الأمريكية التي أطلقها ترمب من قمة الرياض نفذت ببرنامج سياسي وعسكري هذا العام 2017م لإنهاء ثورة الربيع العربي في كل الساحات وقوى المقاومة في فلسطين واحتوائها بالحلول السياسية وبرعاية دولية ووضع لها إطار زمني لتنفيذها في عام 2018م كما في البيان الختامي لقمة الرياض وما تبعه من إعلان عن استحقاقات سياسية وانتخابات برلمانية ومحلية في مصر والعراق وليبيا وتونس ومبادرات للحل السياسي في سوريا واليمن.

ومن أهم ما تواجه به قوى الثورة والمقاومة هذا التآمر الأمريكي الإسرائيلي عليها هو المرابطة والمصابر وعدم الخضوع لتأثير أحداث الواقع الآنية على قرارات هذه القوى فالزمن في صالح الثورة والمقاومة والشعوب ماضية فيهما خاصة مع تراجع النفوذ الأمريكي والغربي وانحساره من المنطقة مع بداية الثورة العربية وهو ما أشار إليه يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني السابق إلى أن (نظام الاستعمار البريطاني والفرنسي للشرق الأوسط وصل إلى نهايته مع خروج أمريكا من المنطقة) http://arabic.people.com.cn/31662/8513848.html .

وكذلك ضرورة الوعي التام والقراءة الصحيحة لطبيعة الربيع العربي فهو ثورة شعبية عميقة وليست فوضى ونيران يجب إطفاؤها كما يعتقد بعض قادة الثورة والمقاومة مما قد يدفعهم للسير في ركاب المنظومة العربية الوظيفية والانحراف عن سير الثورة والمقاومة والتي ستفاجيء الجميع مرة أخرى لتعود جذعة لتبطل المكر الأمريكي والإسرائيلي وأوهام النظام العربي الوظيفي لإنهاء الثورة والمقاومة. 

ومع شدة تآمرهم وسحر صفقاتهم فإن مما لا تدركه أمريكا وأنظمة الثورة المضادة هو أن الثورة العربية أعمق وأكبر بكثير من تآمرهم وصفقاتهم ولا يمكن لشعوب الأمة أن تتراجع عن الثورة والمقاومة لا تحت شدة الحملات العسكرية ولا أوهام الحلول السياسية، فالمشهد السياسي العربي يترقب الموجة الثانية من الثورة والتي ستكون أشد وطأة على المنظومة الدولية والنظام العربي وبها ستنتهي المرحلة الأمريكية في العالم العربي وستتحرر الأمة من الاحتلال والاستبداد بنجاح الثورة وانتصار المقاومة ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ .

الجمعة 7 صفر 1439هـ 27 / 10 / 2017م

رأي واحد حول “المقاومة…..وصفقة القرن

اضافة لك

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: