إلى دعاة تأهيل إيران وحزب الله
بين بازار طهران وسوق واشنطن
………………………………….
(قتالنا بسوريا حرب على الكفر) المرشد الإيراني سيد علي خامنئي
منذ انطلاق الثورة العربية وخاصة في سوريا والنظام الإيراني حسم أمره واصطف مع النظام البعثي في سوريا ضد ثورة الشعب السوري وأصبح النظام الإيراني جزءً من المنظومة المستبدة المعارضة لتحرر الشعوب العربية من النفوذ الأجنبي والاستبداد الداخلي، وأسوأ ما في الحجة الإيرانية أنها تواجه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية في سوريا واليمن في الوقت الذي دعمت فيه الاحتلال الأمريكي في العراق بمليشياتها وأحزابها الطائفية الموالية لها.
بالرغم من وضوح هذا الموقف الإيراني من الشعوب العربية وثورتها فإننا نشهد اليوم تحركات ومواقف بدأت تظهر على الساحة السياسية في المنطقة ويتصدر هذه التحركات ممن يحسب على الحركة الإسلامية وبدعم من أنظمة عربية في محاولة لإعادة تأهيل النظام الإيراني وتسويقه من جديد عند الرأي العام العربي كنظام مقاوم للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة هو وأدواته كحزب الله والحشد الشعبي وحركة الحوثي وباستغلال بشع لقضية فلسطين وحصار غزة في اطار هذا التأهيل والتعاون المشبوه.
ومع انتشار نذر الحرب في المنطقة العربية ضد إيران وحزب الله من قبل أنظمة الثورة المضادة وبدعم أمريكي وإسرائيلي،سارع مجموعة ممن يحسب على الحركة الإسلامية وبعض داعميهم من الأنظمة بعقد اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل المغلقة لبلورة رؤية داعمة لإيران وجناحها في المنطقة وبدأت الدعوات للاصطفاف مع النظام الإيراني وحزب الله في حال قيام الحرب ضدهما، وبدأ هذا التيار الإسلامي بدفع الرأي العام العربي بين خندقين خندق المشروع الصهيوني وخندق إيران وحزب الله.
الذي لم يدركه هؤلاء وداعميهم أن الشعوب العربية بعد ثورة الربيع العربي أصبحت أكثر وعيا بالمشروع الإيراني والذي فضحته الثورة السورية المباركة ولم تعد تنطلي عليه شعارات فيلق القدس وحزب الله الزائفة بشأن فلسطين والأقصى وغزة، فشعوب الأمة لن تقف إلا في خندق ثورتها وتحررها ولن تصطف في خندق آخر من الخنادق التي خدها أعدائها، فهذه الحروب هي حروب وظيفية بين شركاء متشاكسون ليس للأمة في ناقة ولا جمل.
النظام الإيراني وحزب الله لم يتغير موقفهما من ثورة الربيع العربي ليتم تأهليهما من جديد فهم في خندق الثورة المضادة وشنوا الحرب على شعوب الأمة في العراق وسوريا واليمن وأيدوا الانقلاب في مصر ووقفوا ضد كل حراك شعبي من المحيط إلى الخليج، فالمشروع الصفوي لا يقل خطورة من المشروع الصليبي والثورة المضادة على شعوب الأمة بتحالفهم وتعاونهم التاريخي والوثيق مع الحملات الصليبية منذ دخول البرتغاليون لمنطقة الخليج والجزيرة العربية مرورا بالشاه كشرطي للخليج، ليستمر الدور الوظيفي للنظام الإيراني الصفوي الذي صادر ثورة الشعب الإيراني على الطاغية الشاه وحرفها عن مسارها وأهدافها.
فالثورة العربية هي ثورة أمة على أنظمة مستبدة وليست فوضى وحرائق يجب إطفاؤها كما يتصور دعاة تأهيل إيران وحزب الله، وقضية فلسطين قضية الأمة فهي المعنية بها وليس نظام أو حزب يتاجرون باسمها لتسويق مشاريعهم المشبوهة، وعلى دعاة التأهيل وتجاره أن يدركوا بأن بضاعة دعواهم لا سوق لها عند الأمة وشعوبها وليذهبوا بها لبازار طهران أو سوق واشنطن وسيجدوا من يشتري بضاعتهم البائرة.
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾
الثلاثاء 25 صفر 1439هـ
14 / 11 / 2018
اترك تعليقًا