لن يستقر اليمن…إلا بانتصار الثورة
(مقتل علي عبدالله صالح شكل صدمة كبرى للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي) ماثيو تولر السفير الأمريكي في اليمن.
بهذا التصريح عبر السفير تولر عن حقيقة موقف أمريكا من ثورة الشعب اليمني، فمنذ قيام الثورة في فبراير 2011م وهي تواجه حصار أمريكي وتآمر من الثورة المضادة التي دخلت على خط الثورة بأدواتها الوظيفية من أحزاب وجماعات وأطلقت المبادرة الخليجية والحوار الوطني وبرعاية أمريكية لتخرج للشعب اليمني شرعية صورية يقودها نائب علي عبدالله صالح، وقبل الشعب هذه الشرعية لعلها تحقق ما تصبو إليه الثورة من تحرر واستقلال من الاستبداد والنفوذ الأجنبي وإنقاذ اليمن من شبح الفقر والتخلف والحروب.
ولكن أمريكا والنظام العربي وثورته المضادة لم يقبلوا أن تتقدم الثورة أو تحقق أي نجاح أو انتصار ولو بشرعية صورية ففتحوا الطريق لجماعة الحوثي لدخول صنعاء بالتنسيق مع نظام علي صالح ودولته العميقة وحزبه ليقطعوا الطريق على الثورة من دخول صنعاء والسيطرة عليها..
وفي لعبة دولية وإقليمية وخليجية تم عزل الثورة عن المشهد السياسي في اليمن وأطلقت الحملات العسكرية للتحالف العربي وبقيادة ورعاية أمريكية لتضرب كافة القوى الثورية وتدمر البنية التحتية لليمن، وفرضت أمريكا حصارها البحري والجوي على اليمن لمنع الثورة من العودة من جديد كما هو متوقع ومنتظر..
وبعد سبع سنوات من الثورة ومع مقتل علي عبدالله صالح وانهيار دولته العميقة وحزبه دخل اليمن في مشهد جديد وتجدد الأمل للشعب اليمني بعودة الثورة إلى تصدر المشهد اليمني من جديد، وهو أشد ما تخشاه أمريكا مما دفعها إلى انتهاج سياسة جديدة في اليمن بدأت بدعوة الرئيس ترامب إلى رفع الحصار https://goo.gl/Cqe4Jk واحتج بالأسباب الإنسانية، وواكبه قيام المنظومة الخليجية والعربية بفتح حوار مع قوى سياسية محسوبة على الثورة https://goo.gl/bRoUwf وذلك بعد فشل الترتيبات السابقة مع مقتل علي صالح والتي هدفت إلى تهميش جماعة الحوثي والنفوذ الإيراني وعودة نظام صالح كجزء من إعادة هيكلة للمشهد السياسي العربي ليتواكب مع مشروع ترامب للشرق الأوسط الجديد تكون إسرائيل قلبه النابض والقدس عاصمة لها كما أعلنه ترامب, فأمريكا أو الثورة المضادة لا يهمها من يحكم صنعاء سواء نظام صالح أو جماعة الحوثي فالمهم ألا تصل الثورة إلى صنعاء ولو عاد النظام السلالي ليحكم من جديد في اليمن..
إن كل الترتيبات السياسية المشبوهة والحملات العسكرية التي تديرها أمريكا وينفذها النظام العربي في اليمن لن يقبلها الشعب اليمني ولا قواه الثورية الحرة وهذا ما أكدته أحداث السبع سنوات الماضية إلى اليوم, فالشعب اليمني خرج في فبراير 2011م ليحكم نفسه بنفسهبعيدا عن الوصاية الدولية لا عبر تفاهمات دولية ومبادرات خليجية برعاية أمريكية, ولهذا لن يستقر اليمن حتى تنتصر الثورة.
لقد حاول الشعب اليمني وقواه الثورية منذ بداية الثورة الوصول لحل سياسي وقبلوا بكل المبادرات لعلهم يصلوا إلى حل يجنب اليمن الحرب والدمار ولكن سنن الله تجري على الجميع ليتكرر مشهد معركة بدر الكبرى في أرض اليمن وباقي ساحات الثورة ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾
الأحد 29 ربيع الأول 1439هـ 17 / 12 / 2017م
اترك تعليقًا