ملحمة الثورة….والطابور الخامس
(يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ، بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ، فِيهَا مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ، خَيْرُ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ) حديث شريف
منذ مارس 2011م وملحمة الثورة في أرض الشام المباركة تستنزف أعداء الأمة من القوى الاستعمارية وقوى الاستبداد وفضحت المشاريع الوظيفية كالمشروع الصفوى والنظام العربي وأدواته الوظيفية من قوى وجماعات ونخب وهذا من سنن الله عز وجل في كشف الباطل وأهله وتمييز الساحات الثورية وتمحيص أهلها {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
فبالرغم من المآسي والجرائم الكبرى فإن ما يحدث في سوريا اليوم هو نصر تاريخي للأمة لم يحدث منذ سقوط دولة الخلافة ووقوع العالم الإسلامي والعربي تحت الاحتلال الصليبي.
فما تقوم به أمريكا وروسيا وإيران والنظام العربي من حصار وجرائم إبادة بحق الشعب السوري إنما هو دليل على شدة الثورة وقوتها في إفشال هذا التآمر الذي اتخذ من مؤتمرات جنيف واستانة وسوتشي واجهة سياسية ليلتف على الثورة باسم الشرعية الدولية والتي تصدعت وظهر زيفها على صخرة الثورة العربية في كل الساحات.
واصطف مع هذا التآمر الكبير من أعداء الثورة صنف يعد من أخطر ما تواجهه الثورات على مر التاريخ وهم من ذكرهم الله عز وجل في محكم كتابه {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فهؤلاء المرجفون اتخذوا من الإعلام والتواصل الإجتماعي منصات ليطعنوا الثورة من الداخل وليس لهم هم إلا الإرجاف بالشعب السوري وإحباطه وذرف دموع التماسيح على قتلاه في الوقت نفسه تجد ألسنتهم وأقلامهم حداد على المجاهدين الذي يقاتلون النظام والقوى الاستعمارية على أرض الشام ليدقوا أسفين الفرقة بين الشعب السوري وقواه وفصائله المجاهدة.
فأهل الإرجاف والذين يلبسون ثوب الثورة والعلم والفكر يقومون بالدور الوظيفي المشبوه من الداخل بعد عجز الثورة المضادة من خلال الفصائل الوظيفية كداعش وقسد في ضرب الثورة من الداخل.
فأهل الإرجاف بالثورة – وأهلها من العلماء والمجاهدين – هم الطابور الخامس وحصان طروادة ولو تعلقوا بأستار الثورة، وستفضح الثورة دورهم المشبوه كما فضحت داعش وقسد من قبل، وما على الثورة وأهلها إلا التنبه لدورهم الوظيفي بما يقولون ويسطرون {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.
إن الثورة في سوريا تسير نحو أسوار دمشق لتفتحها وتحررها بعد 100 عام من سيطرة الحملة الصليبية ولتسقط النظام البعثي الوظيفي ومعه سيسقط أهل الإرجاف ومن وراءهم من الأنظمة الوظيفية، ولن يضر الشعب السوري ومجاهديه تآمر الأعداء وإرجاف العملاء فالله عز وجلوعد عباده بالنصر {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} وأعظم النصر لدين الله هو ما يقوم به الشعب السوري من جهاد ومواجهة للطغيان العالمي والاستبداد الداخلي.
الثلاثاء 20 جمادى الأولى 1439هـ 6 / 2 / 2018م
اترك تعليقًا