(كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه، وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب) أبو رجاء العطاردي-صحيح البخاري
وكأن أبو رجاء العطاردي الذي جاء الإسلام وهو بدوي يرعى إبله في صحاري جزيرة العرب يصف طبيعة النظام الدولي المعاصر عندما وصف عبادتهم لآلهة يصنعونها من حجر يبدلونها كلما رأوا حجرا خيرا من الأول وهكذا النظام الدولي الذي تقوم قواه الدولية بوضع السياسات وإصدار القرارات يبدلونها كما تقتضي مصالحهم فقط ولو على حساب شعوب الأرض المضطهدة التي عانت من هذه الجاهلية المعاصرة التي تجسدت في السياسات الاستعمارية وباسم الشرعية الدولية وبأبشع صور العبودية والاستغلال ولنا في تاريخ الاستعمار الغربي المعاصر في بلدان العالم أوضح هذه الصور والتي تذكرنا بالعبودية الكسروية والنير الروماني.
فالنظام الدولي المعاصر له قوانينه ومعاييره التي تحكمه وتضبط إيقاعه لكن هذه القوانين والمعايير وضعتها القوى الاستعمارية لإحكام سيطرتها على العالم وثرواته وأي شعب أو نظام يحاول تجاوز هذه الحلقة المغلقة يفرض عليه الحصار وتشن عليه الحرب.
وهذا ما تواجهه اليوم الشعوب العربية مع ثورتها على الأنظمة المستبدة وتركيا في طريق نهضتها واستقلال قرارها السياسي.
فالعرب بثورتهم والأتراك بنهضتهم يشكلون الخطر الحقيقي على هذا النظام الدولي الذي تشكل على أنقاض الخلافة الإسلامية لتخرج الأمة من التأثير السياسي في الساحة الدولية لأول مرة منذ 13 قرنا.
والمؤكد هنا أن الأمة كما أسقطت الجاهلية الأولى بشركها وكسرويتها وقيصريتها فهي اليوم على موعد تاريخي جديد لإسقاط هذه الجاهلية المعاصرة وإعادة الحرية والعدل والرحمة التي جاء بها الإسلام للعالمين.
وهذا الموعد التاريخي يتطلب من قوى الثورة وقادتها ورجالها أن يكفروا بالطاغوت الدولي وجاهليته المعاصرة وليكن رهانهم على الأمة وشعوبها لا على هذا النظام الدولي الذي كشفت ثورة الربيع العربي عداوته الحقيقية لهذه الأمة ودينها.
﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ﴾
الثلاثاء 25 جمادى الآخرة 1439هـ 13 / 3 / 201
اترك تعليقًا