يروي بول بريمر– نائب الملك الأمريكي كما يوصف – في مذكراته (العراق: لبناء غد مرجو ص373-374) عن مسألة الإسلام كمصدر للتشريع في القانون الإداري الانتقالي في فبراير 2004م الذي سيهيئ العراق إقامة نظام سياسي ودستور جديد وكيف يناقش مجلس الحكم آنذاك برئاسة محسن عبدالحميد رئيس الحزب الإسلامي وعضوية كل الأحزاب الشيعية والسنية والكردية إسلاميهم وعلمانيهم التي تشكل النظام العراقي الطائفي اليوم.
ويتحدث بريمر عن الخلاف بين الأعضاء على عبارة الإسلام مصدرا رئيسيا أو المصدر الرئيسي للتشريع، ولك أن تتصور كيف يدار العراق اليوم من قبل أحزاب وقوى وجماعات كانت تناقش تحكيم الإسلام وتشكيل النظام السياسي برعاية بريمر نائب الملك للمحتل الأمريكي.
من جاء على ظهر دبابة الاحتلال لا زال على ظهرها إلى اليوم ولهذا قمعت الحريات ونهبت الثروات والشمال السني والجنوب الشيعي في ذلك سواء.
الأزمة الإنسانية والإقتصادية في جنوب العراق اليوم حقيقية وستحاول أمريكا والأنظمة الوظيفية وأدواته توجيهها واستثمارها لتحقيق أجندتها في تقليم النفوذ الإيراني في العراق وفي نفس الوقت الضغط على الكويت لتغيير سياساتها المحايدة في الأزمة الخليجية وإبعادها عن المحور التركي المقاوم للهيمنة الأجنبية بعد أن فقدت الكويت الثقة في الحماية الأمريكية والعمق الخليجي بعد حصار قطر.
ليس أمام الشعب العراقي إلا وحدة الصف خاصة بعد أن انكشف للجميع وخاصة المكون الشيعي خطورة الاحتلال والنظام الطائفي على الجميع بلا استثناء فالإسلام الذي ناقشته الأحزاب الوظيفية تحت ظل المحتل الأمريكي الشعب العراقي أولى به فهو الطريق الوحيد لتحرير الشعب العراقي ووحدته لا طائفية صفوية برعاية محتل أجنبي.
عندما يدرك كل مقاوم من الشعب العراقي بأن المحتل لم يخرج بعد بل لا زال موجودا بقواته ومستشاريه وأدواته الوظيفية حينها يكون قد وضع قدمه على طريق التحرير الحقيقي لا التحرير الوهمي الذي بشر الرئيس بوش ليخرج العراق من ربقة الاستبداد البعثي ليقع في خندق الاحتلال الصليبي.
الأربعاء 5 ذو القعدة 1439هـ
18 / 7 / 2018م
اترك تعليقًا