سقوط الخلافة…والمعركة التاريخية!!

(السياسة الناجحة إثارة الفرقة بين قوى وشعوب منطقة الشرق الأوسط)

تشرشل”سلام ما بعده سلام ص557- فرومكين”

منذ أن خلع الخليفة عبدالحميد الثاني من قبل أبناء بريطانيا كما وصفهم في “مذكراتي السياسية” وسقطت الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى والتآمر الغربي الصليبي مستمر على الأمة واكتملت حلقاته التي نعيشها اليوم بعد أن بدأت بريطانيا بتسليم راية إدارة المنطقة تدريجيا لأمريكا منذ عام 1921م بناء على توصية من لويد جورج وتشرشل ابتداء من فلسطين والعراق “سلام ما بعده سلام ص562- فرومكين” وانتهت بانسحاب بريطانيا من قواعدها في الخليج العربي وتسليمها لأمريكا عام 1971م مرورا بدخول النفوذ الأمريكي إلى تركيا ببعثتها العسكرية عام 1953م لتستمر الهيمنة الغربية على العالم وتركيا طوال القرن العشرين.

وفي مطلع القرن 21 دخلت تركيا مرحلة تحرر جديدة مع تولي أردوغان وحزبه الحكم عام 2002م، والعالم العربي مع الثورة العربية عام 2010م والتي أعطت التحرر التركي زخما هائلا ما كان ليتحقق لتركيا لولا الضربة الإستراتيجية التي وجهتها الثورة العربية للنظام الدولي الذي ارتكز على الهيمنة الغربية على العالم العربي.

وما نشاهده اليوم من ثورة مضادة على الثورة العربية وحصار وحرب إقتصادية أمريكية على تركيا هو نفسه امتداد للتآمر البريطاني والقوى العربية والتركية الوظيفية على الخلافة العثمانية الإسلامية بنفس المحاور والأدوات وهو ما انكشف تماما لشعوب الأمة.

إن الحرب والعقوبات الإقتصادية الأمريكية على تركيا كشفت للشعب التركي حقيقة هذا التآمر وهو ما لم تكشفه العمليات الإرهابية والانقلاب العسكري الفاشل لأنها مست جميع أبناء الشعب التركي في قوت يومه ومستوى معيشته ولم يستثنى أحد من أثر هذه الحرب الإقتصادية ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ﴾.

لقد تحررت الأمة وشعوبها مع الثورة العربية والتحرر التركي من الصدمة التاريخية التي عاشتها لقرن كامل والتي أحدثها سقوط خلافتها ووقوعها تحت الاحتلال، وستواجه الأمة بعد يقظتها هذه الحرب والتآمر ولن تقبل بعد اليوم بانتقال رايات الهيمنة عليها بين القوى الصليبية الاستعمارية والتي أعلن في ظلها من رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج أنه (بتحرير القدس تمكن العالم المسيحي من استرداد أماكنه المقدسة) “سلام ما بعده سلام ص394- فرومكين” ليأتي اليوم الرئيس الأمريكي ترامب ليعلن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل في ظل مشروع صفقة القرن وهم يظنون أن الثورة العربية قد انتهت ولم يبق إلا رمادها، ليبادر ترامب بإعلان حربه الإقتصادية على تركيا وليتفاجأ بالتضامن بين شعوب الأمة مع الشعب التركي ليخسر معركته من أول يوم أطلقها كما خسروا من قبل في الانقلاب العسكري الفاشل.

من يظن بأن الثورة العربية قد انتهت والتحرر التركي قد توقف فهو لا يدرك عمق التغيرات التي تمر بها الأمة وشعوبها خاصة بعد أن رأت أن التحرر من الاحتلال والاستبداد قد أصبح قاب قوسين أو أدنى وسيرى العالم بأن تحرر العالم العربي وتركيا كيف سيسقط هذا النظام الدولي الاستعماري وسيتحرر العالم من الهيمنة الأمريكية والتي لن يستطيع أن يواجهها إلا العالم الإسلامي وهذا ما نراه اليوم مع الثورة العربية والتحرر التركي.

الأربعاء 4 ذو الحجة 1439هـ

15 / 8 / 2018

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: