سقوط الرومان…ونهوض الإسلام!!

•وصف المؤرخ الإنجليزي الكبير إدوارد جيبون في كتابه الرائد “اضمحلال الامبراطورية الرومانية وسقوطها” علاقة الكنيسة المسيحية بالعرش في أواخر الدولة الرومانية بحيث كانت(العلاقة وثيقة إلى حد أن راية الكنيسة قلما ترى في صف الشعب)…

واصطفت الكنيسة مع القيصر والملك حتى سقطت القيصرية والملكية المستبدة ونظامها الإقطاعي في أوربا وأصلحت الكنيسة بعد ثورات الشعوب الأوربية والتي تحررت عندما أخذت بوصية المؤرخ جيبون بأنه (لن يقوم توازن يحافظ على دستور حر يقف في وجه الملك إلا إذا ارتكز هذا التوازن على اشراف محاربين وعلى ممثلين يتسمون بالعناد والصلابة…ويجتمعون في مجالس دستورية ويمتلكون السلاح) فخرج الغرب من قرون الطغيان والظلام إلى قرون الحرية والنور.

•هكذا أوصى المؤرخ جيبون قومه في القرن الثامن عشر ميلادي وأما في القرن السابع ميلادي أي قبل وصية جيبون بألف عام قال المهاجرون والأنصار للفاروق عمر بن الخطاب عندما سألهم (أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمر، ما كنتم فاعلين؟ فسكتوا، فعاد مرتين، أو ثلاثا، قال بشير بن سعد: لو فعلت قومناك تقويم القدح، قال عمر: أنتم إذن أنتم) كان رد الصحابة شديد بالرغم من أن سؤاله عن ترخص في بعض الأمور فرفض الصحابة ذلك وحذروه مما جعل عصر الخلافة الراشدة نموذجا يقتدى به وتتطلع إليه الأمة خاصة في عصر الثورة العربية التي فتحت آفاقا هائلة من الآمال الكبرى لقيام أنظمة راشدة وعادلة تعيد للأمة حريتها وسيادتها وخلافتها الراشدة.

•إن قوة الأمة بدينها وبعلمها وسلاحها ووحدتها صمام أمان لأي نظام سياسي قادم تقيمه الثورة في أي من بلدان الأمة، فلا يمكنها مواجهة الظلم الداخلي والخطر الخارجي وهي مستضعفة متفرقة يعمها الجهل والتخلف.

•وكذلك علماء الإسلام ودعاته على مدى تاريخ الأمة وأحداثها الكبرى لهم الدور الأكبر في مواجهة الظلم والاستبداد والاحتلال ولهذا حرصت الحملة الصليبية التي أسقطت الخلافة على إلحاق مؤسساتهم وجامعاتهم وجوامعهم وقضائهم بمؤسسات النظام العربي الوظيفي ليتم احتوائهم وعزلهم عن حركات التحرر والثورة وتوظيفهم ضمن المنظومة العربية الوظيفية.

•لقد أدركت شعوب الغرب هذه الحقائق والسنن الكونية فخاضت حروبا كبرى آخرها الحربين العالمتين الأولى والثانية حتى لا يحكمها ملك طاغية أو دكتاتور مستبد.

•قال النبي ﷺ (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ) وقد تبعت الأمة سننهم في الظلم والطغيان والاستبداد فقامت الملكيات والجمهوريات وفق نظم الغرب وطغيانه، وجاءت الثورة العربية لتبدأ مرحلة التحرر من هذا الطغيان والاستبداد كما تحررت شعوب الغرب منه من قبل…

•صعود الأمة من جديد سيتحقق عندما تصبح شعوبها وقادتها كالمهاجرين والأنصار في إقامة دولة الإسلام وحمايتها من الظلم والطغيان وتتخلص من سنن فارس والرومان…

السبت 21 ذو الحجة 1439هـ

1 / 9 / 2018م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: