المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون 1737-1794م يذكر أن من أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هو غزوات وهجرات القبائل البربرية وهنا يشير بشكل واضح وصريح إلى العرب ونشرهم للإسلام كمثال على خطر الهجرة والغزوات على أمن أوربا فيقول:
(أن هذا الأمن الواضح يجب ألا يغرينا على أن ننسى أن أعداء جددا قد يجيئون وأخطارا مجهولة قد تنشأ من شعب مغمور لا نكاد نتبين مكانه على خريطة العالم، فالعرب الذين نشروا فتوحاتهم من الهند الى أسبانيا ، كانوا قبل ذلك قوما خاملين يعيشون في فقر وذلة حتى نفث فيهم النبى محمد روح الحماس)
هذا النص التاريخي لجيبون في كتابه “اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها” يكشف لنا بأن هذا الرفض والخوف من الهجرة هو جزء من ثقافة أوربا وباقي في وجدانها أن رأت سقوط إمبراطورية روما فخر أوربا ورمز عظمتها التاريخي بسبب غزوات وهجرات قبائل جاءت الشرق وسقوط القسطنطينية وفتحها السلطان محمد الفاتح لها، لتنتهي الإمبراطورية الرومانية في الشرق كما إنتهت في الغرب وعلى يد فاتحين من الشرق…
هذه الحقائق التاريخية هي التي تفسر كثير من السياسات والمواقف وتؤثر في أحداث اليوم بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي…
فهي سلسلة تاريخية من الأحداث المتصلة منذ ظهور الإسلام وفتوحاته الكبرى وصعود أوربا من جديد مع الكشوفات الجغرافية والثورة الصناعية، ولذا فهذا الصراع التاريخي بأبعاده الدينية والتاريخية والسياسية والإقتصادية لا زال مستمرا إلى يومنا هذا بكل أبعاده هذه…
ومع الثورة العربية والتحرر التركي تجدد هذا الصراع وعاد من جديد ليصدق فيه وصف المؤرخ جيبون (للعرب الخاملين الذي نفث فيهم النبى محمد روح الحماس) ليتفاجأ الغرب المسيحي بهذه العودة لقوة الإسلام بعد أن حملته الصليبية على الخلافة الإسلامية في الحرب العالمية الأولى هي الأخير ليصيغوا القرن العشرين بصبغته العلمانية الليبرالية الديموقراطية بروحه المسيحية الغربية وليبشر الرئيس بوش الأب في نهاية القرن بقيام النظام العالمي الجديد ويعلنوا فلاسفة الغرب ومفكريهم بأن صراع الحضارات قد وصلت لمرحلة نهاية التاريخ بانتصار الغرب على الشرق…
إن وصف جيبون لانبعاث المسلمين عند ظهور الإسلام عاد من جديد مع قيام الثورة العربية والتحرر التركي وإنما ليس كما يصفها أعدائها التاريخين بالبربرية من قبل واليوم بالإرهاب بل هي ثورة وتحرر يعيد الحرية لشعوب الأمة والعدل والرحمة للنظام العالمي الذي حطم الغرب الاستعماري أسس العدل والرحم بسياسته الاستعمارية وحملاته الصليبية…
الثلاثاء 1 محرم 1440هـ 11 / 9 / 2018م
#معركة_التوحيد
#معركة_الوعي
اترك تعليقًا