ضحايا أكاذيب التاريخ!

حذر الشهيد سيد قطب رحمه الله منذ عقود بمقال في مجلة الرسالة العريقة بعنوان (صححوا أكاذيب التاريخ) من تزوير التاريخ وخطره على الأجيال مستدلا بما تعرضت له دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب فقال الشهيد رحمه الله(تركنا هذه الأجيال كلها تفهم أن تحطيم محمد علي للحركة الوهابية في الجزيرة العربية كان عملا عظيما وهو في حقيقته كان جناية تاريخية على النهضة الإسلامية التي كان يمكن أن تبكر مائة عام عن موعدها لو تركت هذه الحركة تمضي في طريقها وتبلغ أهدافها في ذلك الحين) مجلة الرسالة افتتاحية العدد 1001 سنة 1952..

ويبدو أن المهندس محمود فتحي بجنايته على الإمام محمد بن عبدالوهاب من الأجيال الضحية لأكاذيب هذا التاريخ المزور الذي حذر من الشهيد فوقع عندما طعن بلا دليل ولا برهان بالإمام محمد بن عبدالوهاب وحمله مسئولية ما آلت الأمور إليه في جزيرة العرب في يومنا هذا بعد أكثر من قرنين من وفاته رحمه الله ولم يكتف ذلك بل ربط نشأة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بالبريطانيين ظلما وزورا وهم الذين لم يدخلو الخليج العربي إلا بعد وفاته، ولم يعلم المهندس محمود فتحي بأن من تصدى للبريطانيين هم القواسم بدعم من الدعوة الوهابية التي ألهبت حماس الجهاد عند القواسم على حد وصف المؤرخ المصري الكبير قاسم عبده قاسم (انظر كتاب تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر الجزء1)…

إن خطورة حملة المهندس محمود فتحي على الإمام محمد بن عبدالوهاب وعلى السلفية وربطهما بالاستبداد والفساد السياسي كونها تأتي ضمن سياق المشروع الأمريكي لضرب السلفية المقاومة للتغريب في الخليج والجزيرة العربية…

إن لهذه الحملة على السلفية في الخليج والجزيرة العربية أدواتها الوظيفية من دول وجماعات، ودخول ممن يحسب على الثورة على خط هذه الحملة ليؤكد على حاجة قوى الثورة إلى خوض معركة الوعي قبل دخول ساحة الثورة وإلا ستبقى بيدق في رقعة الشطرنج الوظيفية…

سيف الهاجري

الأحد 10ربيع الأول 1440هـ

18 / 11 / 2018م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: