﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾
بعد الثورة العربية قدمت الشعوب الحركة الإسلامية واختارتها للحكم والتمثيل النيابي لتتفاجأ الشعوب ليس بضعف أداء الحركة الإسلامية وإفتقادها لروح الثورة فقط بل ومهادنة الحركة للأنظمة والتفاهم مع مؤسسات الأنظمة العميقة في ترتيبات المشهد السياسي خلف الكواليس برعاية القوى الدولية، كلقاء باريس عام 2014م بين النهضة والسبسي ” انظر مقال الشيخ راشد الغنوشي لقاء باريس: الدروس والتحديات والآفاق
إن طرح تجربة حركة النهضة في تونس وتجربة حزب العدالة والتنمية المغربي كنماذج سياسية لتطبيقها في كل ساحات الثورة، ومهما كانت مبررات الحركة الإسلامية، فإنها ستحقق ما أرادته القوى الدولية بضرب الثورة من الداخل وإعادة تأهيل النظام العربي قبل عودة الربيع العربي من جديد ووصول قوى الثورة الحرة للسلطة بإرادة شعبية حرة…
ولهذا فالحركة الإسلامية تتحمل مسئولية شرعية وتاريخية عن دورها هذا في إضفاء الشرعية على هذه الحلول السياسية التي ترعاها القوى الدولية والتسويق لها في ساحات الثورة سواء المعلن منها أو ما يدور خلف الكواليس…
والأخطر أنه وباسم فقه المقاصد وأحكام الضرورة تم إضفاء الصبغة الشرعية والفقهية على هذه التجارب السياسية وعلى مسار هذه التحالفات والتفاهمات الذي تسير عليه الحركة الإسلامية بالرغم من أن هذا المسار قد كبل الحركة وحرفها عن خندق الأمة في معركتها مع الاحتلال والاستبداد…
إن رهان الحركة الإسلامية على تفاهماتها مع النظام الدولي والنظام العربي والنظام الإيراني لتحقيق مصلحة أو لتحقيق التغيير رهان خاسر على قوى ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ﴾، والذي ظهر جليا مع أحداث الانقلاب في مصر، ومع ذلك ظلت الحركة الإسلامية ملتزمة هذا المسار بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته شعوب الربيع العربي نتيجة لهذا الرهان الخاسر…
واليوم ليس أمام الحركة الإسلامية، في ظل صبر الأمة على أخطائها التاريخية، إلا التمسك بالأصول العقائدية والولاية الإيمانية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ وعودتها لمبادئها التي أسست عليها كحركة تعمل من أجل تحرر الأمة وعودة خلافتها كما حلم وعمل واستشهد من أجل ذلك مؤسسها الإمام حسن البنا رحمه الله وإلا ستتجاوزها الأمة كما تجاوزت غيرها من الحركات…
﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾
سيف الهاجري
الأحد 16 ربيع الأول 1440هـ
25 / 11 / 2018م
#معركة_التوحيد
اترك تعليقًا