لم تفتح المنابر في فرنسا وبريطانيا والغرب عموما عبطا لهؤلاء الخطباء الذين يروجون لخطاب علي عبدالرازق من جديد ويعتبرون عودة الخلافة غير ممكنة ويبشرون بالديمقراطية الغربية ليروجوا للإسلام المدني الذي صنعه الغرب على عينه…
فهذه الموجة الجديدة من نخب ومفكرين وخطباء لم تأت من فراغ بل صنعوا على عين الغرب وعاشوا في كنفه ليحققوا للغرب ما عجز عنه دعاة العلمانية والقومية والوطنية في تدجين شعوب الأمة بما يتوافق مع أهداف الحملة الصليبية التي أسقطت الخلافة باخضاع العالم الإسلامي والعربي للهيمنة الغربية ومنع تحرره ونهضته من جديد…
وقد كشفت عدة تقارير لمعهد راند الأمريكي حقيقة خطاب هؤلاء وأخطرها ما صدر في عام 2004م حين أصدر معهد راند الأمريكي فرع الدوحة بقطر تقرير (الإسلام الديمقراطي المدني:الشركاء والموارد والاستراتيجيات)
“شيريل بينارد – ترجمة إبراهيم عوض دار تنوير”
ووصف هذا التقرير الإسلام الذي يريده الغرب والذي يتبناه خطاب منابر الغرب…
(أمريكا والعالم الصناعي والمجتمع الدولي برمته يفضلون عالما إسلاميا متناغما مع النظام الدولي ديمقراطي مستقر سياسيا وتقدمي اجتماعيا يتبع قواعد السلوك الدولي وقوانينه ويريد تجنب صراع الحضارات…وعلى هذا فمن الحكمة تشجيع العناصر الإسلامية المتوائمة مع السلام العالمي والمجتمع الدولي والتي تحبذ الديمقراطية والحداثة)ص13…
هذا هو الإسلام الديمقراطي الحداثي الذي يريده الغرب ويرعى دعاته والذي يروج له هؤلاء الخطباء الوظيفيين من منابر مساجد الغرب والتي قطعا لا تفتح بالمجان خاصة في ظل الثورة العربية على الاحتلال الغربي والاستبداد الوظيفي…
﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾
سيف الهاجري
الجمعة 29 ربيع الأول 1440هـ
7 / 12 / 2018م
اترك تعليقًا