قال ﷻ ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾
وقال ﷺ (الْمُسْلِمُ أَخُوالْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ)
إن واجب النصرة من أعظم حقوق المسلم على أخيه المسلم والتي افتقدت في عصرنا هذا مع شيوع العصبية الوطنية والقومية التي جاءت مع الاحتلال الصليبي بعد سقوط الخلافة الإسلامية وقيام الدول القطرية والوطنية على أنقاضها وبحدود رسمها المحتل الغربي في اتفاقياته السرية كاتفاقية سايكس بيكو 1916م ومؤتمراته العلنية كمؤتمر فرساي 1918م ومؤتمر القاهرة 1921م…
لقد أصبحت الوطنية والقطرية دينا له قواعد تحدد طبيعة العلاقات بين شعوب الأمة حتى أصابت بدائها الجماعات والقوى الإسلامية وأصبحت تتفرج كل جماعة في قطر عربي على أحداث قطر عربي آخر ولا شأن لها بها التزاما منها بالسقف القطري الضيق…
وجاءت ثورة الشعب السوداني على نظام البشير المدعوم من جماعات وقوى إسلامية لتكشف هذا الوضع البائس الذي تعيشه هذه الجماعات والقوى باصطفافها مع نظام البشير أو بالصمت عن جرائمه بحق الشعب السوداني…
إن صمت بعض الجماعات والقوى الإسلامية عن بيان الموقف الشرعي تجاه مطالب الشعب السوداني وثورته على استبداد نظام البشير هو من الركون إلى الظالمين وتخلي عن نصرت المؤمنين والمظلومين التي أوجبها الله…
لم يعد أمام الجماعات الإسلامية من خيار بعد ثورة الشعب السوداني إلا الوقوف مع ثورته، فقد انكشفت طبيعة نظام البشير بعد عقود من رهان الجماعات الإسلامية عليه بعد رفعه لشعارات إسلامية ليضفي الشرعية على نظامه العسكري الذي انقلب على اختيار الشعب…
إن تردد الجماعات الإسلامية كلما قام شعب من شعوب الأمة بحراك شعبي أو ثورة دليل على عجزها وتطبعها بطبيعة النظام السياسي المستبد وتفاهمه معه في كل الميادين ولم تعد هذه الجماعات ممن تتطلع إليها شعوب الأمة لإحداث التغيير أو قيادته …
﴿وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ﴾
سيف الهاجري
الأربعاء 19 ربيع الثاني 1440هـ
26 / 12 / 2018م
اترك تعليقًا