لا زال رهان الحركة الإسلامية على الغرب مستمرا!

لا زال رهان الحركة الإسلامية على الغرب مستمرا!

(على العواصم الغربية أن لا تقف مترددة أمام واقع يصادم كل القيم الانسانية، ينبغي ان ترفع صوتها للدفاع عن الديمقراطية في العالم العربي، إن لم يكن حبا في الفضيلة، فسعيا لتحقيق مصلحة تعود بالامن والاستقرار على اوروبا)

https://tinyurl.com/y7g87s9m

بهذه الدعوة الصريحة للتدخل الغربي ختم وضاح خنفر المدير العام لمنتدى “الشرق”، والمدير العام السابق لشبكة “الجزيرة” الإخبارية مقاله في مجلة النيوزويك الأمريكية، ليكشف بذلك عمق الأزمة عند النخب الإسلامية والعربية باستمرار رهانها على العواصم الغربية لمنح شعوب الأمة الحرية والديمقراطية وإنقاذها من الدكتاتورية والاستبداد…

تعجب من رهان هذه النخب – التي تحسب على الحركة الإسلامية – على القوى الغربية بشكل لا يصدق بالرغم من مرور سنوات على قيام ثورة الربيع العربي وكشفها نفاق ودجل النظام الدولي ووقوفه خلف الثورة المضادة والانقلابات العسكرية…

فهذه النخب إما إنها تعيش حالة من فقدان الذاكرة حتى أصبحت لا تدرك حقيقة الواقع السياسي وتاريخ قيامه وتكوينه من قبل القوى الاستعمارية بعد إسقاط الخلافة الإسلامية بحملة صليبية في الحرب العالمية الأولى..

وإما أن هذه النخب تقوم بدور وظيفي خطير بربط أي حراك شعبي أو تغيير للواقع السياسي في عالمنا العربي بهذه القوى الدولية لتصبح هذه القوى هي المرجعية بنظامها الدولي ليس للنظام العربي فقط بل والقوى الشعبية الإسلامية والعلمانية…

إن هذه الدعوة التي أطلقها خنفر جاءت مع مطلع هذا العام 2019م متزامنة مع الدعوات التي انطلقت لإعادة تأهيل النظام العربي الذي هزت قواعده الثورة العربية، كزيارة البشير لبشار وفتح السفارات العربية في دمشق وقبول حركة النهضة بمشاركة بشار الأسد بالقمة العربية في تونس ( https://tinyurl.com/y9b5nz6p) ولهذا دعا خنفر في مقاله إلى (حماية الحالة التونسية باعتبارها ضرورة أخلاقية ومصلحة إستراتيجية) ومن نظر في حقيقة هذه المصلحة فلا يجدها إلا مصلحة القوى الغربية التي دعمت هذه الحركات الوظيفية وسوقت لها…

فما الذي أوصل الحركة الإسلامية والنخب إلى هذا الوضع البائس والذي يتناقض مع أدنى أصول الولاية الإيمانية؟

انظر لطبيعة النشأة وتاريخ التكوين ودور القوى الغربية منذ مبدأ أيزنهاور 1957م في تشكيل ليس المشهد السياسي فقط وإنما المشهد الشعبي بامتدادته الفكرية والثقافية والدعوية ليكون رديفا للنظام العربي الذي يحمي هيمنة القوى الغربية على العالم العربي وشعوبه لتعرف حقيقة ما يجري…

‏﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾

سيف الهاجري

الثلاثاء 2 جمادى الأول 1440هـ

8 / 1 / 2019م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: