الحزب الشيوعي السوداني على خطى لينين!

الحزب الشيوعي السوداني على خطى لينين!

(الشعب لا يحتاج الحرية)

فلاديمير لينين

بالرغم من انهيار الشيوعية في مسقط رأسها روسيا وأوربا الشرقية فلا زال اليسار العربي الشيوعي والإشتراكي يسعى للعودة للمشهد السياسي محاولا ركوب موجة ثورة شعوب الأمة على الاستبداد واختراقها من الداخل للهيمنة عليها واقصاء كافة القوى كما فعل آبائهم المؤسسين في روسيا عندما أوصلهم الشعب الروسي للسلطة بعد سقوط القيصرية الروسية فقضوا على كافة القوى الشعبية التي شاركت في الثورة حتى اليسار المعتدل منهم “انظر كتاب النبي المسلح تروتسكي – اسحق دويتشر”

واليوم يتكرر المشهد الروسي في السودان حيث يسعى الحزب الشيوعي السوداني إلى تصدر المشهد السياسي الثوري بإعلان سكرتير الحزب الشيوعي السوداني مواصلة الاحتجاجات في الشارع حتى إسقاط “نظام الحكم” ليعطي الانطباع بأن الحزب الشيوعي هو خلف هذه الثورة في حين أن مواقفه السياسية منذ انقلاب البشير تتناغم مع النظام ولا تأخذ الطابع الثوري الذي يدعيه الحزب اليوم “انظر للحوار شامل مع القيادي الشيوعي محمد علي خوجلي هلاوي (https://tinyurl.com/y6ul6r8v )

إن الأحزاب القومية والشيوعية واليسارية والإشتراكية لا تؤمن بالحرية السياسية للأخرين ولا بحق الشعوب في حكم نفسها واختيار من يحكمها فهي أحزاب شمولية متى ما وصلت للسلطة ولو عن طريق الثورة الشعبية فأول مهامها هو القضاء على كافة الشركاء السياسيين والاستبداد بالسلطة وقمع الشعوب…

فالعالم العربي على مدار قرن وإلى اليوم يعاني من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعوب اليسار العربي بكافة توجهاته كما فعلت القومية الناصرية في مصر والماركسية اللينية في اليمن الجنوبي والبعث الإشتراكي في العراق وسوريا والقذافي الإشتراكي في ليبيا وعلي صالح القومي في اليمن…

ولهذا لم يعد لهذه الأحزاب القومية والشيوعية واليسارية والإشتراكية أي مستقبل في العالم العربي خاصة بعد ثورة الربيع العربي والتي كشفت زيف دعوى تحولاتها الفكرية باصطفافها ضد الثورة العربية لتنكشف جيناتهم الإقصائية وليتحولوا إلى أدوات وظيفية بيد القوى الدولية والأنظمة المستبدة ويصطفوا في خندقها لا في خندق الشعوب كما يدعون في أدبياتهم ليحافظوا على وجودهم ومصالحهم ولو على حساب دماء الشعوب…

ولذا نجد القوى الاستعمارية تدعم هذه الأحزاب الوظيفية وتفتح لها الطريق لتصدر المشهد الثوري في السودان وغيره لتقطع الطريق على وصول الشعوب نفسها بإسلامها وهويتها للحكم والسلطة، فوصول سواء الشيوعي أو القومي أو الإشتراكي أو اليساري للسلطة لن يغير من واقع هيمنة القوى الاستعمارية على العالم العربي وثرواته بل سيعززه ويحافظ عليه كما حافظوا عليه لقرن من الزمان…

إن شعوب الأمة بثورتها وربيعها تتطلع إلى الحرية والسيادة والاستقلال أرضا وفكرا وهذا لا يتحقق إلا بالإسلام كدين وهوية وتاريخ وليس بالتاريخ الشيوعي والفكر الإشتراكي الذي نبذته شعوبها في روسيا ودول أوربا الشرقية ولن تقبل الأمة وشعوبها من اليسار بكل توجهاته أن يحكموهم من جديد، فالثورة ليست على بشار البعثي وصالح القومي والقذافي الإشتراكي فقط بل وعلى منظومتهم الوظيفية برمتها في كل ساحات الثورة…

‏﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾

سيف الهاجري

الجمعة 19 جمادى الأولى 1440هـ

25 / 1 / 2019م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: