الجزائر…والخطوة التالية!

الجزائر…والخطوة التالية!

مع إعلان بوتفليقة عدم ترشحه للعهدة الخامسة ركبت الجزائر قطار الربيع العربي، وبهذا الإعلان سيدرك الشعب الجزائري أنه بحراكه الشعبي وانتفاضته الحرة حقق أول أهدافه لتحرير الجزائر من النفوذ الفرنسي الذي يهيمن عليها وينهب ثرواتها من خلال النظام العسكري بواجهته السياسية الذي يحكم الجزائر منذ انقلاب جنرالات فرنسا في 12 يناير/كانون الثاني 1992م…

ما طرحه بوتفليقة من ترتيبات سياسية جديدة لا تختلف عما طرحه المجلس العسكري في مصر والمبادرة الخليجية في اليمن والمبادرة الدولية في ليبيا واتفاق باريس بشأن تونس، فكل هذه الترتيبات السياسية تم طبخها في العواصم الغربية والمؤسسات الدولية للالتفات على ثورة الربيع العربي باسم السلم والحرية والديمقراطية…

وآخر هذه المحاولات لغرفة العمليات الدولية المشتركة تجري اليوم في الجزائر والتي ما أن أعلن بوتفليقة الترتيبات السياسية الجديدة بعد قدومه من جنيف حتى أعلن وزير خارجية فرنسا تأييدها لما أعلنه بوتفليقة وكشف بأن هذه القرارت هو تجديد للنظام السياسي…

فهذا هو الهدف الحقيقي لقرارات بوتفليقة بالالتفات على الحراك الشعبي ولإعادة تجديد النظام وتأهيله بما يتناسب المرحلة وحماية الهيمنة الغربية والفرنسية ليس على الجزائر فقط وإنما على المغرب العربي وغرب أفريقيا، فتحرر الجزائر ستكون له تداعياته الكبرى على المنطقة العربية والأفريقية وهذا ما تخشاه مراكز القرار الفرنسية والغربية…

إن أخطر ما يواجهه الشعب الجزائري وحراكه الشعبي هو الدور الذي ستقوم به الجماعات والأحزاب الوظيفية الإسلامية والعلمانية من اصطفاف مع الحراك الشعبي في محاولة لتصدر المشهد السياسي لحراك الشعب الجزائري واختطاف ثماره وهذا هو نفسه ما حصل في اليمن وليبيا وتونس ومصر…

قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِن جُحْرٍ مَرّتَين)

سيف الهاجري

الاثنين 4 رجب 1440هـ

11 / 3 / 2019م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: