الفزعة الأندلسية والنصرة المصرية!
(أصاب #مصر مجاعة شديدة في عهد المستنصر بالله الفاطمي وعرفت هذه المجاعة باسمه : الشدة المستنصرية استمرت من عام 457هـ إلى عام 464هـ ووصفت بأنه لم يحدث مثلها منذ زمن الصديق يوسف عليه السلام وزاد من شدتها انتشار الأوبئة والأمراض وأفنت ثلث سكان أهل مصر…
ويذكر هنا موقف أهل الأندلس في الوقوف مع أهل مصر فكانوا يرسلون لمصر سفنا مملوءة بالطعام والغلال لمساعدة إخوانهم المصريين لمواجهة هذه الشدة والمحنة…
وفي المقابل أعاد المصريون بدورهم هذه السفن محملة بالذخائر الحربية كي يستطيع الأندلسيون الاستعانة بها في جهادهم ضد النصارى الأسبان الذين أطلقوا حروب الاسترداد الصليبية بمباركة بابا روما) “مقال امرأة مصرية تتزعم مظاهرة د عبدالمنعم ماجد المجلة التاريخية المصرية مجلد 24 عام 1977م ص 37″…
فرحم الله أهل الأندلس ونصر الله أهل مصر الذين قدموا لنا هذا النموذج التاريخي وهو من أشد ما تحتاج أن تستلهمه قوى الثورة العربية وهي تواجه حرب وحصار وشدة وتآمر دولي وإقليمي…
لقد تجلى في هذا النموذج التاريخي روح الولاية الإيمانية السائدة بين شعوب الأمة وتضامنها، وهو من أشد ما تحتاجه الثورة وقواها والكف عن الرهان على النظام الدولي…
فالرهان الحقيقي هو على شعوب الأمة وتضامنها والبعد عن القطرية والوطنية والرعاية الدولية التي تتناقض مع أصول الولاية الإيمانية ووحدة الصف التي أمر به الله ورسوله …
فهل يعيد التاريخ نفسه ونرى النموذج الأندلسي المصري في ملحمة الثورة على الاحتلال والاستبداد؟
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾
سيف الهاجري
10 رمضان 1440هـ 15 / 5 / 2019م
اترك تعليقًا