السودان…اختطاف ثورة وتغيير هوية!
عمل المجلس العسكري في السودان وبدعم من دول الثورة المضادة ورعاية أمريكية على احتواء الثورة وباسمها بعد تقدمها ومحاصرتها لمقر القيادة العسكرية والمراكز السياسية في العاصمة، فبادر المجلس العسكري وفق ترتيبات سياسية دقيقة وخطوات مرسومة بما يلي لمنع سقوط النظام بالكامل:
♦️عزل المجلس العسكري الجنرال البشير والذي سلم السلطة بدون أية مقاومة كونه يدرك بإنتهاء دوره الوظيفي وضرورة تسليم السلطة للمجلس العسكري للمحافظة على تماسك المؤسسة العسكرية الحاكمة…
♦️إلغاء العمل بالدستور وإقالة الحكومة ليكون المجلس العسكري في حل من أي إلتزام دستوري أو قانوني، وليصبح المجلس العسكري هو المرجع لأي ترتيبات سياسية قادمة للمشهد السوداني…
♦️تم الدفع بالقوى اليسارية والشيوعية والليبرالية وبدعم إقليمي ودولي لتصدر المشهد الثوري وبإمكانات لم تكن تملكها هذه القوى من قبل لكنها ظهرت فجأة في مراكز الاعتصام، وتم دعم هذه القوى الوظيفية إعلاميا وتسليط الضوء عليها لتصبح هي ممثل الثورة وتم تهميش كل القوى الأخرى وخاصة الإسلامية والتي لم تكن جزءا من هذه الترتيبات الوظيفية والتي أعدت في عواصم الثورة المضادة…
♦️وظف المجلس العسكري ورقة الإسلام السياسي الوظيفي، كما وظفها البشير من قبل، لعزل القوى الإسلامية الحرة الواقفة مع الثورة ولترتيب المشهد السياسي للثورة وللظهور بمظهر المدافع عن الشريعة أمام الشعب السوداني، ليصبح المجلس العسكري أمام الإسلاميين المدافع عن الشريعة وأمام الوطنيين المدافع عن الحرية ليكون هو محور التدافع السياسي بين القوى…
♦️وفي تبادل فاضح للأدوار الوظيفية اعترف المجلس العسكري بقوى الحرية والتغيير كممثل للثورة واعترفت قوى الحرية والتغيير بشرعية المجلس العسكري واعتبرته جزء من الثورة لتكتمل عملية الاختطاف للثورة…
♦️اتفق المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وبمباركة القوى الدولية ودول الثورة المضادة على برنامج سياسي لمدة 3 سنوات ظاهره مشاركة الشعب في السلطة من خلال قوى الحرية والتغيير وحقيقته بقاء السلطة بيد المؤسسة العسكرية كما كانت منذ الاستقلال…
إن هذا الاتفاق بين المجلس العسكري، والذي يعتبر امتداد لنظام البشير، وقوى الحرية والتغيير لا يختلف عن المبادرة الخليجية في اليمن، والتي قبلتها القوى والأحزاب الوظيفية، والتي أخرجت الثورة من المشهد السياسي، ولا يختلف عن اتفاق باريس بين حركة النهضة ونداء تونس والذي عقد بسرية بين الغنوشي والسبسي ليعود السبسي رجل النظام السابق ليحكم تونس من جديد كما الجنرال برهان في السودان…
ومع هذا الاتفاق المشبوه بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لم يعد الإسلاميين خارج المشهد فقط بل سيجد الثوار أنفسهم ليس خارج المشهد السياسي فقط بل وخارج السودان كما حدث مع قوى الثورة في مصر واليمن…
إن من أخطر ما يواجهه السودان اليوم ليس اختطاف الثورة فحسب بل ما يراد له من تغيير للهوية بشكل واضح بعد إنتهاء دور الإسلام السياسي الوظيفي الذي وظفه البشير لعقود، والآن حان دور القوى العلمانية واليسارية والليبرالية لتقوم بدورها الوظيفي وبرعاية المجلس العسكري لتهيئة السودان لمرحلة صفقة القرن …
إن أشد ما تحتاجه الثورة في ظل هذا التآمر هو قوى حرة راشدة مرجعيتها الإسلام لتقود حراك الشعب بعيدا عن هذه القوى الوظيفية والطابور الخامس والذي أفسد في كل ساحات الثورة العربية وسلم حصونها لأعدائها…
﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾
سيف الهاجري
الأربعاء 17 رمضان 1440م
22 / 5 / 2019م
#معركة_التوحيد
#معركة_الوعي
من السودان كل كلامك صحيح ، غير انو البشير نفسه كان فاسد و ساعد علي الفساد و بي سببه أصبح الشعب السوداني من أفقر الشعوب
إعجابإعجاب