اتفاق السودان…طبخ في برلين!
•في 21 / 6 / 2019م عقد مؤتمر في برلين بشكل سري يناقش مستقبل السودان بمشاركة أمريكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد ومجموعة الترويكا (أميركا وبريطانيا والنرويج)ومصر والإمارات والسعودية وأكد منسق تجمع السودانيين بالخارج فتحي شندي انعقاد هذا المؤتمر ببرلين حول مستقبل السودان، معتبرا أنه يأتي في إطار مواصلة اجتماع عقد في الولايات المتحدة في 17مايو/أيار الماضي برعاية الخارجية الأميركية https://tinyurl.com/y3msk7ub .
•وبعد أيام من تعيين أمريكا مبعوثها الخاص للسودان دونالد بوق عقدت وزارة الخارجية الأمريكية في 18 مايو 2019 لقاءا بمسؤولين من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأثيوبيا – باعتبارها رئيس الهيئة الحكومية الدولية لمنطقة القرن الأفريقي – بشأن السودان أكدوا على ضرورة الاتفاق بين المحتجين والمجلس العسكري الانتقالي في أقرب وقت على حكومة مدنية https://tinyurl.com/yxjqdly9 .
•وفي مقابلة للمبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث مع صحيفة البيان الإماراتية كشف المبعوث الأمريكي طبيعة الاتفاق وبنوده قبل أيام من توقيع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الاتفاق نفسه!
هكذا تم ترتيب اتفاق السودان بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتعيير برعاية أمريكية، وما الوساطة الأثيوبية إلا غطاء سياسي أقليمي للتدخل الغربي المباشر في المشهد السوداني.
فقوى الحرية والتغيير بخلفيتها اليسارية والعلمانية اعترف بها المجلس العسكري السوداني كممثل للحراك الثوري وفي نفس الوقت اعتبرت قوى الحرية والتغيير قيام المجلس العسكري بعد عزل البشير جزء من الثورة، وهكذا تم اختطاف الحراك الثوري من قبلهما واخرجت الثورة من الترتيبات السياسية التي طبخت في برلين بدلا من الخرطوم.
فكلا الطرفين جنرالات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير هما جزء من المنظومة الحاكمة وامتداد لها وأدوات وظيفية للقوى الدولية والإقليمية، واتفاقهما هذا جاء لإعطاء الجماهير الثائرة نصر وهمي لم يتغير فيه النظام السياسي إلا رأسه وواجهته من الجنرال البشير إلى الجنرال برهان والميليشاوي حميدتي.
وأما الجماعات الإسلامية فقد أخرجت من المشهد السياسي – كما أدخلت فيه منذ انقلاب البشير 1989 – نتيجة لمراهنة بعضها على النظام العسكري وتحالفها معه حتى بعد سقوط البشير، ولغياب الرؤية والمشروع عند البعض الآخر وعجزها عن مواكبة الثورة والحراك الشعبي مما جعلها على هامش الأحداث.
الثورة في السودان أعمق من اتفاق سياسي يطبخ في عواصم الغرب ولن تستقر الساحة السودانية للجنرالات واليساريين الشيوعيين والعلمانيين.
لكن الأهم هو مدى قدرة الجماعات والقوى السياسية الحرة والتي لم ترتبط بالمنظومة الوظيفية على قيادة الثورة والجماهير بمشروع سياسي قائم على أصول الخطاب السياسي النبوي والراشدي وهو الخطاب القادر على حشد الشعب بكل مكوناته وقواه بعيدا عن الخطاب الشيوعي أو العلماني أو الإسلامي الوظيفي.
سيف الهاجري
السبت 3 ذوالقعدة 1440هـ
6 / 7 / 2019م
اترك تعليقًا