الدولة المدنية…الخدعة الجديدة!

الدولة المدنية…الخدعة الجديدة!

(لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)

في بدايات الثورة العربية سارعت الجماعات والقوى الوظيفية -برعاية من النظام الدولي والعربي واعترافهم بها- إلى تصدر المشهد الثوري ورفع شعارات سياسية تتوافق مع المنظومة الفكرية الغربية كالدعوة إلى قيام أنظمة ديمقراطية لتبقى المنظومة السياسية الثورة في دائرة التبعية للغرب فكريا وثقافيا.

واستطاعت القوى الدولية والثورة المضادة بهذه الشعارات المزيفة أن تدخل ثورة الربيع العربي في موجته الأولى في متاهة المشهد السياسي الوظيفي ليتم احتوائها وليدخل الصف الثاني من رجال النظام العربي الوظيفي قصور الحكم وباسم الثورة هذه المرة كما في مصر وتونس بإسقاط واليمن.

ومع انطلاق الموجة الثانية لثورة الربيع العربي أدركت قوى الثورة المضادة بأن الدولة الديمقراطية لم تعد تصلح كشعار بعد أن استنفدت الغرض منه، فبدأت جماعات وقوى وظيفية إسلامية ويسارية وليبرالية برفع شعار الدولة المدنية ليضلوا الأمة وشعوبها ليقعوا في خدعة الدولة المدنية كما وقعوا في خدعة الدولة الديمقراطية…((دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها)) صِفْهُم لنا يا رسول الله، ؟ قال: ((هُمْ مِن جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسِنتِنا)).

وهذا الذي يجري اليوم في السودان والجزائر وبإشراف الجنرالات في الجزائر والمجلس العسكري ليتم إخراج قوى الثورة من الترتيبات السياسية التي تنفذ وبإشراف غربي كما في اتفاق السودان الذي ارتكز على دعوى قيام الدولة المدنية لإعطاء الجماهير الثائرة نصر وهمي في حين أن رجال نظام البشير من عسكر ومدنيين فاوضوا أنفسهم بأنفسهم وتقاسموا السلطة فيما بينهم تحت شعار قيام دولة مدنية.

إن كل هذه الشعارات والمصطلحات كالديمقراطية والمدنية فضلا عن أنها مطية تمطيها القوى الوظيفية لاحتواء الثورة فهي لا تعبر عن دين الأمة وهويتها وتاريخها.

فالثورة العربية ينبغي لها أن تحرر شعاراتها السياسية ومصطلحاتها الفكرية ومشروعها السياسي من التبعية للغرب ومن تلاعب الدجاجلة قبل تحرير أوطانها منهم.

الثورة العربية ليس لها إلا إلاسلام بخطابه السياسي النبوي والراشدي كمرجع سياسي وفكري للثورة لتحقق الاستقلال والحرية للأمة والتي لن يحررها من الجاهلية المعاصرة والتبعية الغربية إلا بالعودة للإسلام الذي حررها من الجاهلية الأولى والتبعية لفارس والروم.

فلترفع قوى الثورة الحرة في كل بلد شعار الدولة الراشدة ولتستلهم السنن النبوية والراشدة لمشروعها السياسي(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فكل بدعة ضلالة) فهذا هو الواجب الشرعي والضرورة السياسية لتحرير الأمة ووحدتها والطريق الحقيقي لقيام دولة الخلافة الراشدة التي بشر بعودتها النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)…

‏﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾

سيف الهاجري

الأحد 18 ذو القعدة 1440م

21 / 7 / 2019م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: