الثورة في السودان…والاحتواء المتكرر!

الثورة في السودان…والاحتواء المتكرر!

سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت

بعد الحراك الثوري السلمي في ديسمبر ٢٠١٨م ضد نظام الجنرال البشير وعجزه عن مواجهته أدركت القوى الدولية بأنه لا بد من التدخل السياسي لاحتواء الحراك الشعبي وتوجيهه نحو مسارات سياسية لتحافظ على نفوذها وهيمنتها على السودان.
لذا جاء مؤتمر برلين في يونيو ٢٠١٩م بمشاركة أمريكا والاتحاد الأوربي وأنظمة الثورة المضادة وتقرر فيه المشروع السياسي الجديد لحكم السودان مع حفاظ المؤسسة العسكرية على موقعها كحاكم فعلي للسودان وبواجهة سياسية مدنية تقودها قوى الحرية والتغيير (قحت) ذات توجهات علمانية ويسارية وليبرالية وظيفية.
وتأسس على ضوء مقررات مؤتمر برلين المجلس السيادي كواجهة سياسية لحكم السودان بقيادة الجنرال برهان ليعاد بذلك تأهيل النظام العسكري الحاكم من جديد وباسم الثورة.
واليوم ومع انكشاف عجز نظام الجنرال برهان ومجلسه السيادي في تحقيق متطلبات الحراك الشعبي السوداني أصبح النظامرالعسكري والقوى المدنية الوظيفية تواجه أزمة سياسية وإقتصادية، وبدأت دعوات شعبية لتظاهرات في ٣٠ يونيو ٢٠٢٠م مما شكل ضغط شعبي على النظام سارعت على إثره القوى الدولية بعقد مؤتمر إقتصادي في برلين ٢٥ / ٦ / ٢٠٢٠م لدعم النظام العسكري إقتصاديا على غرار المؤتمرات الإقتصادي التي عقدت لدعم الأنظمة الوظيفية كما في سوريا ومصر.
وسيسعى النظام العسكري ومن خلال هذا الدعم الموعود بالعمل على احتواء الحراك الشعبي القادم سياسيا، وسيركب موجته كما ركب موجة الحراك السابق ولن يتردد بالتضحية بالقوى السياسية التي وظفها في المجلس السيادي والحكومة وسيحملها كالمعتاد مسئولية الاخفاق في تحقيق مطالب الشعب ليتكرر مشهد سقوط المؤتمر الوطني وليدفع الثمن الشعب السوداني وأبنائه الشهداء، فهل يعي الشعب السوداني ما يحاك له في كواليس المؤسسة العسكرية ومجلسها السيادي؟

﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ﴾

الجمعة
٥ ذو القعدة ١٤٤١هـ
٢٦ / ٦ / ٢٠٢٠م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: