حقائق غابت في زمن الكورونا!
لا شك بأن فيروس كورونا مرض ووباء وخطره على الإنسان حقيقة علمية، لكنه دائما في ظل الحروب والأزمات والأوبئة تسعى القوى والدول إلى الاستفادة منها لتحقيق غاياتها وأهدافها وفي التاريخ شواهد وعبر.
وما يهمنا اليوم في ظل هذا الهوس الإعلامي الموجه من النظام العربي وأدواته الوظيفية لجعل الكورونا فوبيا لبث الرعب والخوف بين شعوب العالم العربي هو بيان حقائق يحاول سدنة النظام العربي تزييفها أو تغييبها ليحقق النظام العربي مآربه من حملته هذه واجراءاته باسم حماية الصحة العامة من خطر الكورونا.
الحقيقة الأولى: هي أن العالم العربي ومنذ سقوط الخلافة العثمانية وهو واقع تحت الاحتلال الغربي الصليبي ولم يخرج إلى يومنا هذا، وإن غير صورة بقائه من مسمى احتلال وانتداب إلى حماية وتحالف،لكن الواقع العملي هو هو لم يتغير من حيث النفوذ والهيمنة والتحكم.
الحقيقة الثانية: هي أن النظام العربي نظام مستبد يواجه ثورة الربيع العربي منذ عشر سنوات وعجز حتى اليوم في انهائها وخرجت الأمور عن سيطرته.
الحقيقة الثالثة: هي أن أمريكا وأوربا وروسيا لهم دور في دعم النظام العربي بشكل مباشر لمواجهة الثورة العربية في كل ساحاتها، وتدخلوا بشكل مباشر بجيوشهم ومرتزقتهم كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا.
الحقيقة الرابعة: هي أن المؤسسات العلمائية الرسمية منها كالأزهر وهيئات الإفتاء أو الاتحادات العلمائية الشعبية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هي هيئات خاضعة لقوانين النظام العربي وأنظمته وتمويله ولا تخرج فتواها عن السياسة العامة للنظام العربي.
الحقيقة الخامسة: هي أن القنوات الإعلامية والصحف والمراكز البحثية العلمية خاضعة لهيمنة النظام العربي وتمويله وتوجيه.
في ظل هذه الحقائق التي غابت عن الكثير وغيبت في الخطاب الإعلامي للجماعات والكتاب والذين فجأة اصطفوا مع النظام العربي واعتبروا ما مضى من أحداث الثورة العربية إنما هي خلافات سياسية يجب تجاوزها لمواجهة وباء كورونا هذا العدو الجديد الذي يهدد الصحة العامة للشعوب على حد وصفهم.
فنحن لا نواجه نظريات مؤامرة أو تسييس لقضية علمية وصحية بل نواجه تآمر حقيقي يؤثر في واقعنا السياسي وأحداثه واستغلال ظاهر لمرض الكورونا لإعادة تشكيل المشهد السياسي في العالم العربي بإعادة تأهيل النظام العربي بدعم اجراءاته والثناء عليها كحظر التجول وإغلاق الحدود وتعطيل عمل مؤسسات الدولة.
ولم يقتصر النظام العربي وسدنته بهذه الاجراءات وإنما سارعوا قبل تطبيقها بإغلاق المساجد الثلاث المقدسة وعامة الجوامع والمساجد ومنع صلاة الجمعة والجماعة وبفتاوى من مؤسساته التي تتبعهم أو التي يمولونها.
فالإحداث والاجراءات التي تواجهها الشعوب في العالم العربي هي بطبيعتها مسيسة لتخدم النظام العربي الذي لم يعد يواجه ثورة الربيع العربي فقط وإنما يواجه انهيار النظام الدولي الحامي والداعم له وهذا ما يفسر كل هذه الاجراءات التي لا تتخذها دولة إلا وهي تواجه حرب وفوضى لا مرض ووباء.
والأهم من كل هذه الحقائق السياسية السابق ذكرها هي الحقيقة القرآنية المطلقة، والتي يجب أن نؤمن بها ونعمل بمقتضاها، وهي ما أخبر الله عز وجل به الأمة في كتابه الحكيم ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ﴾، فهذه الحقيقة القرآنية هي التي تفسر كل ما تواجهه الأمة من حروب وحملات من أولياء الشيطان منذ أن بعث الله عز وجل نبينا عليه الصلاة والسلام بالإسلام إلى البشرية جمعاء إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة.
﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾
الأحد ١٩ شعبان ١٤٤١هـ
١٢ / ٤ / ٢٠٢٠م
اترك تعليقًا