لبنان الفرنسية…وإنهيار الطائفية!

لبنان الفرنسية…وإنهيار الطائفية!

سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت

(لبنان عُكَّاز فرنسا في الشرق العربي)
البطريرك الماروني انطوان عريضة

في أيلول من عام ١٩٢٠م أعلن الجنرال غورو المفوض السامي الفرنسي في الشام قيام دولة لبنان الكبير ليؤسس بذلك للنظام السياسي الطائفي الذي أُعلن قيامه مع الاستقلال الصوري للبنان عام ١٩٤٦م.
وبعد قرن من إعلان الجنرال غورو جاء الرئيس الفرنسي ماكرون ليدعو من بيروت إلى قيام نظام جديد بعد إدراك فرنسا فشل منظومتها الطائفية الحاكمة في لبنان وعجزها!
فلبنان منذ نشأته وهو خاضع لحكم طائفي برعاية فرنسية وغربية والتي أعطت للنظام البعثي الطائفي في سوريا الدور الوظيفي لحماية النظام السياسي الطائفي في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية، وبعد خروج القوات السورية كان القوى الدولية قد هيأت حزب الله سياسيا وعسكريا ليقوم بدوره الوظيفي في الضبط والسيطرة ضمن الوصاية والحماية الفرنسية التاريخية للبنان.
واستمر الدور الوظيفي لحزب الله وباقي القوى والأحزاب الطائفية في لبنان وفق ما هو مرسوما لهم حتى اندلعت ثورة الربيع العربي وقامت الثورة في سوريا والتي كانت بداية النهاية للأنظمة الطائفية وحكم الأقليات!
لقد كان لبنان منذ إنشائه وهو ساحة تجارب لتمرير المشاريع السياسية في العالم العربي كالقومية والطائفية المسيحية والشيعية وحكم الأقليات، وساحة تنفيس لأي احتقان سياسي أو عسكري للقوى الدولية وإسرائيل والنظام العربي لكون لبنان يضم كافة الطوائف والفرق الدينية والسياسية مما يمكن أي طرف أن يلعب دورا في الساحة اللبنانية!
إن لبنان لن يستمر كدولة طائفية وبنظام سياسي يحكمه الأقلية المسيحية سياسيا والأقلية الشيعية عسكريا ومنفصل عن محيطه وعمقه العربي السني!
فحال الدولة اللبنانية اليوم كحال الإمارات الصليبية التي أنشئتها الحملة الصليبية الأولى في طرابلس وصور والقدس من حيث النشأة والتكوين والرعاية والحماية من القوى الغربية وخاصة فرنسا التي رعت الإمارات الصليبية من قبل وترعى لبنان اليوم.
فالدولة اللبنانية اليوم انهارت ولم تعد قادرة على أداء دورها الوظيفي الطائفي، وستدخل في فوضى سياسية وإقتصادية لا حدود لها ولن تنفعها الوصاية الفرنسية ولا الحماية الغربية!
إن التغيير في لبنان لا يمكن تحقيقه ضمن الحدود الوطنية والقطرية للبنان التى رسمتها اتفاقية سايكس بيكو، فالشعب اللبناني وعلى مدى عقود جرد من كل عناصر القوة في الوقت الذي يواجه مؤسسات عسكرية وأمنية ومليشيات طائفية وظيفية مدعومة من أمريكا وفرنسا وإيران والسعودية!
فهذه القوى اللبنانية الوظيفية والطائفية حالها كحال الإمارات الصليبية، ولا يمكن مواجهتها وإنهاء دورها الوظيفي إلا عندما يتم التغيير فيالعمق العربي الاستراتيجي للبنان سوريا والعراق ومصر، وهذا ما أدركه نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي رحمهما الله عندما وحدوا الموصل وحلب ودمشق والقاهرة لمواجهة الحملات الصليبية واقتلاع إماراتها ودولها الصليبية المغروسة في قلب العالم العربي والثورة في الشام سائرة على هذا الطريق.

(طُوبَى لِلشَّامِ . فَقُلْنَا : لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا)

الاثنين ٢٠ ذو الحجة ١٤٤١هـ
١٠ / ٨ / ٢٠٢٠م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: