ولا يزال الصراع مستمرا!

ولا يزال الصراع مستمرا!

سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت

﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾

بداية واهم من يظن بأن ما نشاهده من حملات إعلامية مشبوهة يشنها أولياء الشيطان على قوى الثورة العربية والعلماء والدعاة وآخرها ما يتعرض له مؤتمر الأمة وأمينه العام الشيخ الدكتور حاكم المطيري لا صلة لها بالثورة المضادة وأنها امتداد لمثيلاتها في تاريخنا المعاصر على الأقل وبنفس الرعاة والداعمين.
ففي الحرب العالمية الأولى ومع بداية الحملة البريطانية الفرنسية الصليبية على الخلافة العثمانية انطلاقا من مصر، حشدت بر يطانيا رجالها من العرب لخرق صفوف الأمة التي وقفت مع الخلافة في كل الجبهات، فعقدت مؤتمر الكويت عام 1915م للتهيئة لثورة الشريف حسين وانقلابه على الخلافة العثمانية، ومهدت لها بريطانيا بحملة إعلامية على مستوى العالم العربي كان واجهتها صحف مصرية وعربية يديرها رجالها من الإعلاميين العرب، ونشرت إعلان الشريف حسين بخروجه على الخلافة وعممته على العالم العربي والإسلامي.
وحاربت بريطانيا في مناطق نفوذها في العالم العربي كل من وقف مع الخلافة العثمانية من العلماء والقادة الأحرار وسجنتهم أو نفتهم.
وبعد سقوط الخلافة العثمانية بدأت بريطانيا بتشكيل النظام العربي انطلاقا من مقررات مؤتمر القاهرة 1921م للمسئولين البريطانيين في المنطقة، لتقيم بعده ما نراه اليوم من منظومة سياسية وعسكرية تحكم العالم العربي.
ولم يهدأ العالم العربي ولم تستسلم شعوبه للهيمنة الصليبية بل قامت عدة ثورات في العالم العربي كثورة 1919 في مصر وثورة العشرين في العراق وثورة 1925 في سوريا وثورة عمر المختار في ليبيا وثورة الخطابي في المغرب.
وواجهت كل ثورة حملات إعلامية على رجالها والتشهير بهم لفتح الطريق لرجال بريطانيا وفرنسا لاختراق صفوف الثورات واحتوائها وضربها من الداخل.
واليوم ومع الثورة العربية وربيعها المبارك رجع التاريخ ليعيد نفسه وبنفس الأدوات ولكنها اليوم أشد خطرا وفتكا عن ذي قبل.
فما تواجهه الثورة العربية ورجالها من الخليج إلى المحيط هو أنظمة وجماعات ونخب امتزجوا في منظومة سياسية وشعبية واحدة صنعها ورعاها المحتل الغربي ودوائر الاستشراق ومدارسه ومراكزه الاستعمارية.
ولقد وظفت هذه المنظومة أدواتها الإعلامية وأتباعها على مدى عشرية الربيع العربي لحرف الثورة العربية عن مسارها وتشويه صورة كل من وقف معها وساندها من العلماء والدعاة وحتى الدول الداعمة لها كتركيا وشنوا عليهم الحرب بكل صورها.
واليوم اشتدت هذه الحملة الإعلامية وأصبحت حربا مفتوحة على الجميع بلا استثناء وذلك في ظل سعي أمريكا وأوربا لتنفيذ مشروع صفقة القرن لفرض العلمانية والتغريب والذي بدأ مع إغلاق المساجد الثلاث وتعطيل الجمعة والجماعة ومنع العمرة والحج، ولفتح الطريق لإسرائيل لضم ما بقي من فلسطين، ولمواجهة تقدم تركيا وتحالفها مع الثورة في سوريا وليبيا واحتوائه.
فالصراع لا يزال مستمرا بين الأمة وأعدائها والصفوف اليوم أصبحت أكثرا اصطفافا وتمايزا بين خندق الأمة وخندق أعدائها، وما هذه الحملات المشبوهة إلا جزء من هذا الصراع التاريخي، وهذا من سنن الله عز وجل في عباده ‏ليبتليهم ويمحص صفوفهم ، وهذا ما يوجب على الجميع الحذر من هذه الفتن التي يتولى كبرها أولياء الشيطان وينفخون فيها بحملاتهم المشبوهة المريبة.

﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾

الاثنين ١ ذو القعدة ١٤٤١هـ
٢٢ / ٦ / ٢٠٢٠م

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: