الإسلام والنفط بين الشرق والغرب!
سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت
بعد الحرب العالمية الثانية تم إعادة تكوين النظام الدولي الغربي وإنشاء مؤسسات دولية لتكون الأدوات الأساسية لاستمرار الهيمنة الغربية على النظام الدولي وأدخلت روسيا والصين فيه وفقا لقواعده وأسسه!
والشرق الأوسط هو حجر الأساس لهذا النظام الدولي بعمقه التاريخي والديني وبثرواته النفطية وموقعه الجغرافي وسط العالم وطرق مواصلاته البحرية التجارية.
وهذه الأبعاد له تأثيرها العميق في الصراعات الدولية على المنطقة لكن وإن أخفي بعد الصراع التاريخي بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي عن المشهد إلا أنه حاضرا في وجدان وعقلية مراكز القرار في الغرب ومؤسساته، وهذا ما أكده الفيلد مارشال ويفل نائب الملك في الهند في خطابه أمام جمعية آسيا الوسطى والخليج الفارسي عام ١٩٤٩م موضحا ما ينبغي عليه أن تكون سياسة القوى الغربية بعد الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط فقال(الشرق الأوسط سيكون ساحة لصراع عالمي قادم ولن يكون صراعا ماديا على النفط فقط بل سيكون أيضا صراعا روحيا بين الإسلام والمسيحية والشيوعية لذا ينبغي للدول الغربية أن تبقى في الشرق الأوسط) أي بعبارة أخرى الإسلام والنفط هما الغاية من الوجود الغربي في الشرق الإسلامي!
فالهيمنة الغربية على مصادر النفط والطاقة هدفها الأساسي هو الهيمنة على الإقتصاد العالمي والتحكم بمصادر الطاقة للقوى المنافسة المحتملة كالصين، وأما الوجود الغربي المباشر في العالم العربي بقواعده العسكرية ورعايته للأنظمة الوظيفية فدوره الأساسي هو منع تحرر الأمة ونهضتها والذي تدرك القوى الغربية بأنه سيفتح الطريق لعودة الإسلام ودولة الخلافة، وبالتالي سيفقد الغرب المسيحي هيمنته على العالم كله وليس الشرق الأوسط ونفطه فقط.
فهذا الهاجس عند الغرب بأبعاده الدينية والتاريخية هو المحرك الأساسي لكل سياساته في الشرق الأوسط منذ سقط الخلافة العثمانية من إقامة إسرائيل إلى رعاية للنظام العربي الوظيفي وتمكين الأقليات الدينية والطائفية وفتح الطريق للمشروع الصفوي الإيراني ومليشياته الطائفية ودعم الثورة المضادة على ثورة الربيع العربي ومحاصرة تركيا ومحاربتها إقتصاديا.
فثوابت السياسة الغربية في الشرق الأوسط لا تتغير بتغير الحكومات في دول الغرب، وإن تغيرت فاعلم أن الغرب وصل لمرحلة عجز وانحسار، كما في أمريكا زعيمة الغرب التي تعيش صراعا داخليا على السلطة وأزمة إقتصادية كنتيجة مباشرة لفشل حملاتها الصليبية التي أطلقتها بوش على الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب وهزيمتها في أفغانستان والعراق!
﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾
السبت ٣ جمادى الآخرة ١٤٤٢هـ
١٦ / ١ / ٢٠٢١م
اترك تعليقًا