ليبيا…والنموذج اليمني للتقسيم!
سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت
•لم تقم ثورة ١٧ فبراير من أجل تقسيم ليبيا مناطقيا كما كانت أيام الاستعمار (طرابلس الإيطالية وبرقه البريطانية وفزان الفرنسية) فهذا الاتفاق أعاد التقسيم الاستعماري من بوابة المصالحة السياسية وتقاسم السلطة، وهذا نتيجة طبيعية عندما تتصالح الثورة مع الثورة المضادة الواجهة المحلية للهيمنة الدولية!
•كشف اتفاق المحاصصة المناطقية للسلطة في ليبيا الدور الحقيقي للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي التي رعت هذا الاتفاق لتحقيق ما عجزت عنه مدافع الجنرال حفتر على أسوار طرابلس!
•كشف هذا الاتفاق خطورة دور القوى السياسية الوظيفية على الثورة وتحرر ليبيا من الهيمنة الغربية، والتي بالرغم من رفعها لراية ثورة ١٧ فبراير إلا أنها تنفذ الأجندة الدولية لاختراق الثورة من الداخل.
•لا يختلف اتفاق بوزنيقة ٢٠٢١ للمحاصصة المناطقية في ليبيا عن اتفاق الطائف ١٩٨٩ للمخاصصة الطائفية في لبنان، وسيدخل اتفاق بوزيقة ليبيا في فوضى واضطراب سياسي وسيدفع ثمنه الشعب وثورته كما فعل اتفاق الطائف بلبنان وشعبه!
•نموذج بوزنيقة السياسي بتقسيم ليبيا مناطقيا هو نفسه نموذج المبادرة الخليجية في اليمن والذي قسمه لستة أقاليم فكانت النتيجة الفوضى السياسي وضرب الثورة من الداخل بنفس القوى الوظيفية وسيطرة الحوثي الطائفي على صنعاء بمباركة من رعاة المبادرة دوليا وخليجيا!
•لا يهم رعاة اتفاق بوزنيقة نجاح مخرجاته سياسيا واستقرار ليبيا، فهدفهم هو القضاء على الثورة وعودة ليبيا كدولة وظيفية تلتزم بقواعد النظام الدولي الغربي المهيمن على المنطقة، ولهذا تم تغييب الشعب تماما عن هذا الاتفاق وملحقاته الذي أبرم في القاعات المغلقة في الفنادق بعيدا عن عيون الشعب كغيره من الاتفاقيات والمعاهدات التي تعقدها الحكومات العربية!
•هذا الاتفاق جاء في الوقت الضائع سياسيا، فالمشهد الليبي أصبح مختلفا عن المشهد اليمني بعد دخول تركيا وصدها للجنرال حفتر وإفشالها للمخطط الفرنسي، فالثورة في ليبيا أصبح لها ظهيرا سياسيا وعسكريا وهذا ما افتقدته الثورة في اليمن التي وثقت في دول الخليج فاخترقتها بالمبادرة الخليجية وأخرجتها من المشهد السياسي.
•ستبقى ليبيا ومشهدها الثوري والسياسي في حالة من التدافع وستبقى مرتبطة بما يحدث في الجزائر ومصر، فما دامت المؤسسات العسكرية تحكم فيهما ستبقى الثورة في ليبيا تواجه أكثر من الجنرال حفتر سياسيا وعسكريا وهذا هو حكم الجغرافيا والتاريخ الذي غاب عن قوى الثورة!
السبت ١٧ جمادى الآخرة ١٤٤٢هـ
٣٠ / ١ / ٢٠٢١م
اترك تعليقًا