تعد الطبقة التجارية في العالم العربي من المحيط إلى الخليج من أخطر الأدوات الوظيفية في ضبط حركة المجتمعات العربية وتوجهاتها ولا يختلف دورها هذا عن دور الطبقات الأخرى في دول العالم العربي كالجيش والقضاء والجماعات بل وأخطر كونها مسيطرة على السوق وأدوات التمويل لباقي الطبقات الوظيفية الأخرى!
ولخطورة دور الطبقة التجارية التاريخي في المجتمعات العربية تم دمجها في المنظومة السياسية من قبل دول النظام العربي التي أنشأتها الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية على أنقاض الخلافة العثمانية!
ونشأت في ظل هذه المنظومة العربية الوظيفية لوبيات تجارية متعددة في كل قطر عربي مرتبطة ارتباطا مباشرا بالقصر الحاكم سواء في الملكيات أو في الجمهوريات تدير السوق بشركاته ومؤسساته وبنوكه وفقا للسياسات العامة للقصر ولا تخرج عنها قيد أنملة.
وأما الغرف التجارية وبإشراف القصر فهي الواجهة الرسمية للطبقة التجارية ويتمثل دورها الإساسي في ضبط حركة السوق واحتواء كل رجال الأعمال والتجار ضمن إطارها الرسمي المحكوم والمنضبط من قبل السلطة لتبقى حركة رأس المال تحت إشراف النظام.
ولهذا فإن الثالوث الخطير (العسكر والقضاء والتجار) من أهم الأدوات الوظيفية التي واجه بها النظام الدولي وقواه الصليبية ثورة الربيع العربي، وأصبح هذا الثالوث حائط صد أمام الشعوب العربية للتحرر من المستبد قبل المحتل الذي يقف وراء ذلك كله!
قال النبي ﷺ
(التجار هم الفجار إلا من اتقى الله وبر وصدق)
الأربعاء ٢ ربيع الأول ١٤٤٤هـ
٢٨ / ٩ / ٢٠٢٢م
اترك تعليقًا