أحدثت نتائج الانتخابات الإيطالية بصعود أحزاب اليمين للسلطة هزة في أوربا والغرب كونها مؤشرا على التغيرات السياسية والاجتماعية في النظام الدولي الغربي المهيمن على العالم، هكذا صورت لنا النخب المتغربة في العالم العربي الأحداث السياسية في الغرب وأغرقت في رواية تفاصيلها ومؤثراتها ولا تكاد بهذا تفرق بين هذه النخب المتغربة الوظيفية وبين محللي مراكز التفكير الغربية، ولا غرابة في ذلك فعقول هذه النخب الوظيفية وطريقة تفكيرها تم صياغتها في محاضن الجامعات والمراكز الغربية الاستشراقية فهم رجال الغرب الذي أوصى نابليون برعايتهم بعد حملته الصليبية على مصر!
في حين أن الحقيقة التي يحاولون تغييبها هو أن السياسة الغربية اتجاه العالم العربي والأمة بشكل عام لا تتغير في ثوابتها في ضرورة بقاء الهيمنة الغربية الصليبية العسكرية والسياسية والاقتصادية على المنطقة سواء حكم اليسار أم اليمين.
فترامب اليميني وبايدن اليساري في أمريكا وهولاند اليساري وماكرون اليميني في فرنسا وبلير اليساري وجونسون اليميني في بريطانيا تداولوا السلطة ولم تتغير أي من سياسات دولهم اتجاه المنطقة من حماية إسرائيل ووجودها إلى دعم النظام العربي المستبد لمواجهة ثورات الشعوب في الربيع العربي من الخليج إلى المحيط!
وأما صعود اليمين المتطرف في أوربا فهو دليل على انهيار المنظومة السياسية للنظام الدولي الغربي وعجزه في مواجهة التغيرات الدولية في ميزان القوة في العالم والذي أطلق شرارتها ثورة الربيع العربي التي هزت أسس هذا النظام الدولي الصليبي الذي قام على أنقاض الخلافة العثمانية الإسلامية، وهذا ما لا تعترف به النخب العربية الوظيفية التي ارتبطت روحا وفكرا ووجودا بالغرب وأصبحوا طابورا خامسا للقوى الصليبية في صفوف الأمة باسم الدعوة للحرية والديمقراطية ليختبئ المحتل الغربي خلف شعاراتهم!
فالطابور الخامس من النخب الوظيفية يهدف بشكل أساسي من إغراق الرأي العام العربي بتفاصيل المشهد السياسي في الغرب إلى ربط التغيير في العالم العربي بالتغيرات السياسي في الغرب والرهان عليه في أي تغيير وتطور سياسي في العالم العربي وهذا هو دورهم الخفي كطابور خامس متغرب يحرص على جعل العالم العربي جزءا من الغرب!
السبت ٥ ربيع الأول ١٤٤٤هـ
الموافق ١ / ١٠ / ٢٠٢٢م
اترك تعليقًا