في ١٥ اغسطس من عام ١٨٩٧ أقامت سفارة الدولة العثمانية في فرنسا دعوى قضائية ضد أعضاء من جمعية تركيا الفتاة خليل غانم الماروني وهو نائب في مجلس المبعوثان العثماني وأحمد رضا بك محرر صحيفة (مشورت) في باريس لتحريضهم على الدولة والإساءة ودافع عنهما محامي فرنسي في مرافعته بأنهما يكنان العواطف الطيبة لفرنسا والأول منهما يحمل الجنسية الفرنسية ! “د أرنست رامزور : تركية الفتاة وثورة ١٩٠٨ ص٦٦”
لقد كان هذا المحامي هو كليمانصو الذي أصبح رئيسا لوزراء فرنسا لاحقا ويعقد معاهدة سايكس بيكو مع بريطانيا لتقاسم الدولة العثمانية التي اخترقت من الداخل – برجال الغرب من أمثال هؤلاء دعاة الحرية والإصلاح – من الحملة الصليبية!
واليوم لا زال عالمنا العربي والإسلامي يعج برجال الغرب من بني جلدتنا ولا زالوا يرفعون نفس شعارات الحرية والديموقراطية ومن نفس العواصم الصليبية، ولا زالت أوطاننا تحت الاحتلال الصليبي والاستبداد الوظيفي، حتى اخترقوا ثورة الربيع العربي تحت هذه الشعارات كما اخترقوا الخلافة العثمانية من قبل فهم يؤدون نفس الدور الوظيفي التاريخي والذي تنقل بين التيارات القومية والليبرالة واليسارية حتى وصل الدور على التيارات الإسلامية.
فالغرب الصليبي يحكمنا برجاله قبل قواعده وسفاراته، وهم من صنعهتم جامعاته الاستشراقية ورعتهم السفارات والقنصليات في كل زاوية من زوايا عالمنا العربي من الخليج إلى المحيط كما رعتهم من قبل في عاصمة الخلافة!
ولمثل هذا ورد الوعيد في حديث النبي ﷺ ((أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يقيمُ بين أظهرِ المشركين)).
أسطنبول ٢٢ ربيع الثاني ١٤٤٤هـ
الموافق ١٧ نوفمبر ٢٠٢٢م
اترك تعليقًا