لا يمكن فهم تحالف الحركة الإسلامية وأحزابها مع الأنظمة المستبدة والأحزاب العلمانية ما لم نفهم طبيعتها الوظيفية وارتباطها بالقوى الدولية!
وتاريخ هذا التحالف قديم منذ استضافة الرئيس الأمريكي أيزنهاور للوفد الإسلامي المشارك في مؤتمر جامعة برنستون عام ١٩٥٣، وتجدد التحالف عام ١٩٧١ بعد تنحية التيار الإسلامي الرافض لهذا التحالف وتفاهماته من مركز قرار الحركة، وبدأت مرحلة كامب ديفيد والتي فتحت باب المشاركة السياسية لأحزاب الحركة الإسلامية في السلطة والبرلمانات العربية في مصر والأردن والكويت والمغرب والجزائر وتونس والسودان واليمن وفلسطين، لذا تقوم أحزاب الحركة باحتواء أي ثورة شعبية لصالح النظام الدولي وترتيباته والذي تجلى في دورها في احتواء ثورة الربيع العربي وهذه حكاية أخرى لا تقل خطورة عن مرحلة كامب ديفيد لكنها ثورة كشفت مدى عمق توظيف الحركة الإسلامية وتبعيتها ليس للنظام العربي بل للنظام الدولي والتزامها بمرجعيته أكثر من أحكام الإسلام نفسه الذي ترفع شعاره!
وفيما يجري في تركيا اليوم أوضح دليل ﴿ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ .
الخميس ١٦ شعبان ١٤٤٤هـ
٩ مارس ٢٠٢٣م
اترك تعليقًا