العالم العربي من العلمانية والاحتلال إلى الإسلام والاستقلال

العالم العربي…… من العلمانية والاحتلال إلى الإسلام والاستقلال
(إن تحديث بلد إسلامي استنادا إلى القيم المشتركة لأوربا سيكون يوما مشهودا لأوربا)

يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق

(ما نريده هو حكومات علمانية مستقرة مزدهرة وقوية في الشرق الأوسط)

يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن

وصل صراع القوى الاستعمارية والثورة المضادة مع ثورة شعوب الربيع العربي إلى مداه وبدأت تظهر حقيقة هذا الصراع ومنطلقه العقدي ليصبح صفريا على مختلف المستويات من ساحات الثورة والجهاد إلى ساحات الفكر والاعتقاد.

لم تقم ثورة الربيع العربي إلا بعدما وصل الحال بأربعمائة مليون عربي لمستوى من التخلف والعزلة عن التطور والنمو والحريات التي يعيشها العالم من حوله والعرب خارج التاريخ، وكأن العالم العربي ثقب أسود ابتلع شعوبه نحو الهاوية والانحطاط.

فمنذ اعلان بريطانيا وفرنسا تحرير العرب من الخلافة الإسلامية 1916م إلى إعلان بوش حملته الصليبية لتحرير العراق 2003م، وهذه الوعود والشعارات هي الثقب الأسود الحقيقي الذي أدخلت القوى الاستعمارية فيه العالم العربي وأغلقته بأنظمة وظيفية علمانية مستبدة.

فالعلمانية ليست جديدة على العالم العربي فهي التي تحكمه منذ مائة عام وإن تعددت طبيعة أنظمة الحكم سواء ملكية أو جمهورية، ولم يأت السفير العتيبة بجديد سوى صرخة مهزوم لتدارك انهيار ثورتهم المضادة ونهاية الهيمنة الغربية.

فالقوى الاستعمارية بعد احتلال العالم العربي ألغت الخلافة وأقصت الشريعة وفرضت دساتير علمانية ومناهج تعليم تغريبية وانشأت القضاء الوضعي (الأهلي)، وابتدأت ذلك في مصر بعد الاحتلال البريطاني عام 1882م وفي تركيا عام 1923م ومنهما امتدت إلى سائر بلدان العالم العربي حتى لا تكاد اليوم تفرق بين دساتيرها ومنهاجها وقضائها، ليصبح العالم العربي تحت السيطرة الاستعمارية بأنظمة حكم علمانية.

فهيمنة الغرب على العالم ابتدأت عام 1800م (الهيمنة الغربية على العالم-ايان موريس)، وفي هذا التاريخ دخلت الحملة الفرنسية مصر 1798-1801م ومعها دخلت القوى الاستعمارية الغربية العالم العربي لتسقط الخلافة وتشكل المنطقة وفقا لإتفاقية سايكس بيكو ومعاهدات فرساي وسيفر ولوزان وعصبة الأمم لتتكون المنظومة الدولية التي تحكم العالم، والتي تطورت بعد الحرب العالمية الثانية إلى منظومة الآمم المتحدة بعد اتفاق يالطا 1945م، ليصبح العالم العربي هو حجر الزاوية في النظام الدولي، وهذا سر هيمنة الغرب على العالم وإلا فالقوى الشرقية كالصين متساوية معها في القوة العسكرية والاقتصادية.

لكن العالم العربي حجر الزاوية في النظام الدولي اهتز اليوم مع ثورة الربيع العربي التي أصبحت خطرا على مستقبل الهمينة الغربية ونفوذها في العالم أجمع، خاصة مع تراجع القوة الأمريكية وظهور تيار ترمب الجديد الذي كسر قواعد السياسة الغربية التقليدية وانكفأ إلى الداخل وتعامل مع السياسة الخارجية كأداة تجارية وإقتصادية هدفها توفير الأعمال والمال شعار ترمب الشهير.

فالصراع التاريخي الملحمي بين الهيمنة الغربية الاستعمارية وثورة الشعوب العربية هو الذي سيحدد مستقبل العالم وشكل النظام الدولي الجديد القادم، وأما محاولة الأنظمة الوظيفية والثورة المضادة تسويق نفسها عند الغرب بطرح العلمانية كنظام حكم فهي خارج سياق التاريخ والأحداث، ولم تطرح الثورة المضادة العلمانية بشكل واضح إلا لأنها وصلت لطريق مسدود بعد فشلها في انقلاب تركيا وحصار قطر واغلاق المسجد الأقصى وأصبحت خارج دائرة الصراع.

إن سنن الله عز وجل تؤكد أن انتصار الأمة وثورتها على القوى الغربية الاستعمارية والأنظمة الوظيفية العلمانية أمر حتمي لا شك فيه، فالاحتلال والطغيان العالمي الذي وقع على الأمة لقرن كامل قد حان أجله بعد أن ثارت الشعوب وبدأت التغيير وقامت بما أوجبه الله عليها لتتحرر من الاحتلال والطغيان ولتسقط العلمانية الغربية الوظيفية وأدواتها، لتعود للإسلام ليحكمها من جديد بنظام راشد عادل حر وفق سنن الهدى والرشد لتشكل مستقبلها ومستقبل العالم فهذا قدرها وقدر العالم معها…

 ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾

5 ذو القعدة 1438هـ 29 / 7 / 2017م

9 رأي حول “العالم العربي من العلمانية والاحتلال إلى الإسلام والاستقلال

اضافة لك

  1. بعد ركوب الدول الخليجية بالعقود الماضية الاسلام الجهادي بدعمه تمهيدا لاختراقه و حرقه و حرفه وهذا ما حصل فيما بعد تقوم اليوم الدول ذاتها بنفس الدور مع الاسلام السياسي تمهيدا لوأده و لذلك اصبح طرح العلمانية لامهرب منه لمواجهة الاسلام السياسي
    لقد استعملوا الاسلام السياسي لمحاربة الاسلام الجهادي بالعقود الماضية و اليوم يستعملون العلمانية لمحاربة الاسلام السياسي و وأده

    إعجاب

  2. أود أشارككم التفاؤل لكن معالم الدولة الراشدة الإسلامية غير واضحة لكثير من الناس. يتساءل الناس عن البديل وعند طريقة الإنتقال للدولة الراشدة.
    تقسيم الناس على حسب العرق وعلى حسب ورقة الجنسية المحترقة غير راشد بالمرة. اليديل هو تقسيمهم على التقوى والهداية والنور. مازالت غير واضحة الأركان بالنسبة لي. بارك الله سعيكم.

    إعجاب

  3. أود أشارككم التفاؤل لكن معالم الدولة الراشدة الإسلامية غير واضحة لكثير من الناس. يتساءل الناس عن البديل وعند طريقة الإنتقال للدولة الراشدة.
    تقسيم الناس على حسب العرق وعلى حسب ورقة الجنسية المحترقة غير راشد بالمرة. اليديل هو تقسيمهم على التقوى والهداية والنور. مازالت غير واضحة الأركان بالنسبة لي. بارك الله سعيكم.

    إعجاب

  4. تقسيم الناس شيعا على طريقة فرعون مازالت راسخة في عقول الغاوين من الناس. مثلا الإمامة في الدول الوظيفية تكتسب على العرق و إسم العائلة و ابأسوأ على حسب ورقة الجنسية المحترقة وليست على الكفاءة والرشد..

    إعجاب

  5. الدولة الراشدة لا تقييم الناس على حسب العرق.. الكل سواسية أمام الشرع ولافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والهداية والرشد.. معيار التفرقة على حسب التقوى غير واضح بالنسبة لكثير من الناس.. نحتاج توضيح لمعنى التقوى ومعنى الصبر ومعنى الحق

    إعجاب

  6. لا يمكننا معرفة المهتدي من الضال لأننا ببساطة لا نستطيع رؤية النور ولا الظلمات في القلب والجوارح.. أمارات الهداية هي الكفاءة والعلم والرشد وإتقان العمل.. هكذا يكون تقسيم الناس في الدولة الراشدة. ليس التقسيم على حسب ورقة الجنسية المحترقة وعلى على الحدود المصطنعة الوهمية بين المسلمين. هل هذه معالم رؤيتكم للدولة الراشدة على الهدي الرياني؟

    إعجاب

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑