مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م اعترف الاتحاد السوفيتي الشيوعي بها ليصبح أول دولة تعترف بالكيان الجديد ذو العقيدة الصهيونية التي طالما أعلن السوفيت أنفسهم والكومنترن الشيوعي الدولي والأحزاب الشيوعية على رفضهم الصهيونية المتحالفة مع الامبريالية الرأسمالية الاستعمارية.
واليوم بعد عودة روسيا مهد الشيوعية واليسار إلى الواجهة الدولية انتعش اليسار التقدمي الشيوعي، ودخلت روسيا في تحالف مع القوى اليسارية والشيوعية الرجعية والبعث القومي لمواجهة الربيع العربي وثورة الشعوب وخاصة في سوريا.
إن من أعجب شعارات هؤلاء الشيوعيين الجدد هو الحرية لفلسطين والوقوف مع شعبها ضد الكيان الصهيوني الذين هم أول من اعترف به ودعا أسلافهم إلى الوحدة والتعاون بين العمال العرب والعمال اليهود لمواجهة تحالف الأمبريالية الغربية والصهيونية اليهودي والبرجوازية العربية وهو ما كشفته رسالة الكومنترن –الذي يعتبر بمثابة حزب شيوعي دولي– في 23 / 11 / 1930م إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني أي قبل نشوء الكيان الصهيوني نفسه فتقول (ينبغي أن يجد الشيوعيون العرب في الشيوعيين اليهود مساعدين حقيقيين لهم في النضال من اجل تحرير فلسطين من النيـر الاستعماري، إن النضال المشترك للبروليتاريا العربية واليهودية، خلف الطليعة الشيوعية، ضد الامبريالية والبرجوازية اليهودية وملاك الأرض والبرجوازيين العرب، سيبين لكل عمال القوميات الطريق نحو القضاء على الامبريالية وضمان انتصار الثورة الاشتراكية) “فلسطين في الأرشيف السري للكومنترن ص289- ماهر الشريف – دار المدى”
فالشيوعيون العرب بالتعاون مع الرفاق اليهود يسعون لتحرير فلسطين من الامبريالية والصهيونية والبرجوازية من أجل انتصار الثورة الاشتراكية لتخرج فلسطين من استعباد الصهيونية إلى استعباد الشيوعية وهذا ما أدركه الشعب الفلسطيني فرفض الشيوعية كما رفض الصهيونية وعاد لدينه وهويته الإسلامية.
فالشيوعيين الجدد تيار وظيفي مناوئ للإسلام لا يختلف عن التيارات الأخرى التي ارتبطت بالقوى الدولية وبأفكار غربية وشرقية ملحدة ويتاجرون بقضايا الأمة تحت شعارات الحرية والديمقراطية على مدى قرن منذ سقوط الأمة والخلافة أمام الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية.
وجاءت ثورة الأمة لتكشف حقيقة هؤلاء الشيوعيين الجدد فإذا هم وبرعاية القوى الاستعمارية يصطفون مع نظام البعث وإيران وحزب الله في سوريا ومع الثورة المضادة والانقلابات العسكرية في مصر وليبيا واليمن وتونس.
لكن بعد الثورة العربية والتحرر التركي لم يعد ينطلي على شعوب الأمة شعارات الرغاليين الجدد من التيارات والجماعات الوظيفية وستواجههم كما واجهت الاحتلال الصليبي والاستبداد الوظيفي.
وأما فلسطين المباركة لم تقبل شجرة الإلحاد من قبل ولن تقبلها اليوم في ظل ثورة الأمة، وستبقى فلسطين أرض التوحيد والأنبياء وستعود لأمة الإسلام عندما تنتصر الثورة وحرب التحرير وأما الشيوعية التي احتلت أفغانسان فلن تحرر فلسطين.
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾
الأربعاء 12 ذو القعدة 1439هـ 25 / 7 / 2018م
اترك تعليقًا