كشفت الثورة العربية مدى عمق الأزمة العقائدية والسياسية التي تعيشها الجماعات والحركات الإسلامية واضطرابها في تحديد موقفها من الثورة…
فالجماعات الإسلامية قامت ونشأت كجزء من المنظومة السياسية الإقليمية التي أنشأها النظام الدولي بعد سقوط الخلافة، وتماهت هذه الجماعات مع هذه المنظومة ومارست عملها ضمن أطرها وقوانينها حتى أصبحت هي الوجه الشعبي والإسلامي لهذه المنظومة…
فبالرغم من مرجعيتها الإسلامية فقد كانت المواقف السياسية لهذه الجماعات تتعارض تماما مع هذه المرجعية بتماهيها مع الشرعية الدولية والمنظومة الإقليمية والذي ظهر جليا في وقوفها مع الانقلاب العسكري في الجزائر 1994 ومصر 2013 والاحتلال الأمريكي لأفغانستان 2001 والعراق 2003 وتحالفها مع إيران وحزب الله ونظام الأسد…
وجاءت الثورة العربية لتكشف أمام شعوب الأمة هذا المشهد البائس ولترى أمامها وهي ثائرة تفاهم هذه الجماعات مع الأنظمة والتي حاول مفكروها تبرير مواقفها وشرعنتها باسم المقاصد والمصالح والواقعية…
إن مثل هذه المواقف مردُها إلى غياب الولاية الإيمانية عند هذه الجماعات وفقدانها للعقيدة السياسية المرتبطة بتحكيم النصوص الشرعية وخاصة العقائدية منها…
وهذا ما جعل هذه الجماعات عرضة للتوظيف السياسي لمواجهة أية مطالب سياسية أو ثورات شعبية حتى وصل به الحال إلى الوقوف مع الاحتلال والطغاة والمجرمين، فإن لم يتداركها الله برحمة من عنده وإلا فنهايتها محتومة وسنن الله لا تحابي أحدا…
﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾
سيف الهاجري
الأحد 19 محرم 1440هـ
30 / 9 / 2018م
#معركة_التوحيد
اترك تعليقًا