الثورة…والمحجة البيضاء!
في الحديث الذي رواه الإمام أحمد (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) حدد فيه النبي عليه الصلاة والسلام السبيل الذي ينبغي على الأمة إلتزامه والسير عليه خاصة في زمن الفتن والاختلاف، فكيف في زمن الثورة العربية اليوم فهذا من باب أولى على قوى الثورة أن تلتزم الخطاب السياسي النبوي والراشدي في إقامة الدولة الراشدة على أسس هذا الخطاب السياسي الشرعي في كل قطر ثائر.
وأما الدعوة إلى إقامة أنظمة مدنية ديموقراطية تستمد أصولها وقواعدها من الوثنية اليونانية والرومانية الغربية فهذا من الذي حذر منه الله تعالى ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ فالصراط المستقيم هنا فيما يجب على قوى الثورة اتباعه هو الخطاب السياسي النبوي والراشدي لإقامة نظام سياسي يعبر عن الأمة ودينها وإرادتها لا إرادة المحتل الغربي ونظمه وأفكاره السياسية الوثنية.
فالديموقراطية التي يبشر بها الغرب هي خاصة به وبشعوبه ولن يقبل المحتل بقيام أنظمة حرة ولو كانت ديموقراطية وهذا ما نراه اليوم بوقوف القوى الغربية خلف الثورة المضادة والانقلابات العسكرية ولم يحترموا الديموقراطية التي يبشروا بها عندما عبرت عن إرادة الشعوب الحرة.
فمتى ترشد الجماعات وتكون على درجة من وعي بواقعنا السياسي وكوننا أمة مسلمة تحت الاحتلال الغربي لتعود إلى المحجة البيضاء والصراط المستقيم الذي بينه لنا النبي عليه الصلاة والسلام وتتبرأ من النظام الدولي وتنتهي من رهانها الخاسر عليه؟
سيف الهاجري
الأربعاء 6 ذو القعدة 1440هـ 7 / 8 / 2019م
اترك تعليقًا