الديموقراطية…والوثنية المعاصرة!

الديموقراطية…والوثنية المعاصرة!

سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت

إن الدعوة للديموقراطية كمنهج حكم ونظام سياسي تكمن خطورتها في عزل شعوب الأمة عن تاريخها السياسي القائم على الخطاب السياسي الإسلامي، واستمرار تبعية شعوب الأمة سياسيا وفكريا لنظريات الحكم الغربية الوثنية والتي أخضعتها للاستبداد والاحتلال بوهم الديموقراطية.
فالديموقراطية ليست كما تروج لها النخب الوظيفية بأنها لا تتعارض مع الإسلام ومنظومته العقائدية والتشريعية، فهي لها فلسفتها العقائدية والفكرية المستمدة من الفكر الفلسفي الإغريقي اليوناني والفكر السياسي الروماني، وتطورت كنظرية للحكم وفق العقيدة والثقافة المسيحية الغربية برعاية الكنيسة والقصر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
فالديموقراطية تكمن وثنيتها في تأليه السلطة باسم الشعب في الحكم والتشريع، لتنتهي هذه الديمقراطية بسيطرة رجال المال والإعلام على الحكم والنظام السياسي لتظل الشعوب تحت طغيان الأقلية الرأسمالية!
والإسلام جاء للقضاء على التأله البشري والطغيان السياسي والإقتصادي بنظام الخلافة الإسلامية الراشدة، فنصوص القرآن والسنة وسيرة النبي ﷺ منذ العهد المكي إلى قيام الدولة في المدينة بينت بشكل واضح أصول الحكم والخطاب السياسي النبوي والراشدي للأمة نصا وممارسة في العهد النبوي والعهد الراشدي ثم عصور الخلافة وكونها كنظام حكم حكم الأمة وحمى بيضتها لأكثر من 1300 عام حتى أسقطت الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية الروسية الخلافة العثمانية قبل قرن!
ولهذا فثورة الربيع العربي تحتاج عقائديا وسياسيا وفكريا للعودة إلى الخطاب السياسي النبوي والراشدي فهو سبيل المؤمنين في الحكم وهو ما أمر الله به‏ ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ﴾ وعلى هذا تركنا النبي ﷺ على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.

الثلاثاء 28 ذو الحجة 1441هـ
18 / 8 / 2020م

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑